.,.,.ســـــــــــورة الشـــــــــــمـــــــــــــــس.,.,.
{فــــــــــــــضــــــــــــــلــــــــــــــــــه ــــــــــــــــــا}
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله أنّه قال :"
من قرأها فكأنما تصدق بكل شيء طلعت عليه الشمس و القمر".
{تــــــــــــــفــــــــــــــســـــــــــــــيـــ رهـــــا}
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)
المراد بالضحو هنا الظهور و الوضوح,
و أقسم سبحانه بالشمس اذا ظهرت لأنها خلق عظيم.
وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا (2)
ضمير تلاها يعود الى الشمس, و المعنى أن الله
سبحانه أقسم بالقمر حين يتصل ضوءه بضوء الشمس
بحيث لا تفصل الظلمة بينهما, و ذلك في الليالي البيض.
وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا (3)
و يُقسم تعالى بالنهار الذي يُظهر الشمس و يبرزها للعيان جليّةً واضحةً.
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا(4)
و يُقسم جلّ جلاله بالليل حين يُغطّي ضوء الشمس,
و لا يبقى لها من أثر لا مباشرة كما هي الحال في النهار,
و لا بواسطة ضوء القمر المستفاد من الشمس,
و يكون ذلك في الليلة الأولى و الأخيرة من كل شهر هجري.
وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (5)
طحاها أي بسطها ليمكن التصرف بها.
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (6)
المراد هنا النفس الانسانية حيث عدل الله خلقها و رتب أعضاءها.
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (7)
ان الله سبحانه و تعالى خلق في النفس الانسانية الاستعداد التام
لعمل الخير و الشر معاً, بحيث تكون قدرته على أحدهما مساوية للآخر,
ثم نهاه عن الشر, و أمره بالخير.و انما خلق سبحانه في نفس الانسان
الاستعداد للفجور و التقوى معاً لأن الانسان انما يكون انسانا بحريته و ارادته,
و بقدرته على التمييز بين الحسن و القبيح.
قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10)
هذا جواب القسم,
فمن اختار الخير على الشر, و طهر نفسه من دنس
الآثام فهو الفائز الرابح, و من اختار الشر على الخير
و لوّث نفسه بالذنوب و القبائح فهو الخائب الخاسر.
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11)
أي كذبت ثمود نبيها صالحاً.
إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا (12)
انبعث أي أسرع إلى عقر الناقة,
و هذا الأشقى يُضرب المثل بشقائه منذ آلاف السنين.
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13)
رسول الله هو النبي صالح عليه السلام,
و ناقة الله ناقته التي جُعِلَت معجزة له.
فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14)
قال سبحانه عقروها(مع أن الذي عقرها و قتلها هو واحد)
و ذلك لأنهم رضوا على فعلته, بل حرضوه عليه,
و دمدم عليهم أي أطبق عليهم العذاب,
و سوّاها أي دمّر مساكنها على أهلها أجمعين و لم
يفلت منهم كبير و لا صغير.
وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا ( 15)
المقصود من هذه الآية الكريمة هو أنّ الله سبحانه و تعالى
قد أهلك ثمود و هو لا يخاف عاقبة هلاكهم, فهو جلّ و علا لا معارض
له و لا منازع لأمره.
صَدَقَ اللهُ العَلِيُّ العَظِيْم