♣ مراقبة سابقة ♣ ●•أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين •●
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: بلاد الرافدين..النجف الأشرف
المشاركات: 1,015
معدل تقييم المستوى: 1067
|
رد: ¤ طريق السلوك إلى الله (علم المعرفة بالله) ¤

الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم
وَالْعَن اعْدَائِهِم
الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
خطبة الامام علي (ع) عن التوحيد التي حارت بها العقول وتاهت وان فطنت وتاهت في بيانها البديع الذي
هو فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق.
وفيها اشارات دقيقة ومعان ساميه,
وقد بين فيها مقامات التوحيد وحقيقة الدين القيم الذي
قال عنه تعالى
(ذلك الدين ألقيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
قال (ع)
(اول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وكمال
التصديق به توحيده وكمال توحيده الاخلاص له وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه , لشهادة كل صفه انها غير الموصوف وشهادة كل موصوف انها غير الصفه فمن
وصف الله فقد قرنه ومن قرنه فقد أثناه ومن أثناه فقد جزأه
ومن جزأه فقد جهله ومن جهله فقد اشار اليه
ومن اشار اليه فقد حدّه ومن حدّه فقد عدّه ..
شرح ما قال (ع) في الخطبة الغراء ....
(ان معرفة الله هو المبدأ للدين الإلهي الذي ينبع من
اصول الدين بعد اكمال فروعه,
فيجب ان يكون اول التفكير للبشر هو التفكر حول الله تعالى حيث تتكامل المعرفة الاجماليه الفطرية وتصل الى
المعرفة التفصيلية.
ومعرفة الله تعني ان لهذا العالم صانعا لان العالم حادث
ولكل حادث محدث وهذا الحد من المعرفة فطري
وكل انسان
يجد هذا المعنى في ذاته فلا يوجد شيء بدون سبب
وعلة فعندما ينظر الانسان الى بدنه يرى الحكمة
والنظام الدقيق في جميع اجزاءه,
فيتيقن بان له خالقا قادرا وعليما, وهذه المعرفة الاجمالية
هي فطرية يجب تنميتها بالتدبر في آيات الله والتفكر
في الاثار كما
قال تعالى .
( يتفكرون في خلق السموات والأرض) فيقولون،
ربنا ما خلقت هذا باطلا
فيستمر بتنميتها وتغذيتها حتى تصل الى مرحله التصديق
القلبي ومن ثم تصل الى مرحله اليقين والاذعان القلبي
فيصل بعدها الى مرحلة بحيث لا يبقى لديه اي شك
او تردد, فبعد التفكر والتحقيق في ايات الله واكتساب
العبرة منها حتى يصل من المعرفة الاجمالية الى المعرفة التفصيلية والى مقام التصديق,
كما قال (ع) (وكمال معرفته التصديق به)
حتى يصل الى منزلة بحيث يقترب قلبه من خالقه
فيعترف ويسلم لله ويصل الى مرتبة علم اليقين بحيث
لا يحتمل الخلاف واحد بالمائة وقد جاوز الشك فذهب
عنه الوهم والوسواس, ثم يتجاوز علم اليقين ويرتفع
ليصل الى مقام عين اليقين حتى تكون عنده معية
الله اوضح من كل
واضح واظهر من كل ظاهر, اي وجود الله قربه اي اقرب اليه
من حبل الوريد ومعه في كل عمل ومكان, والمعية
تعني مصاحبة الله التي يقول عنها القران الكريم
(وهو معكم اينما كنتم) فهو قيوم عالم، ووجودنا وكياننا
جميعا متقوم به سبحانه.
ولهذا قال الامام علي ( ع) في نفس الخطبة
(مع كل شيء لا بمقارنة)
فهل يوجد ظل بدون صاحب الظل.
اذاً ان الله تعالى مع كل موجود لا بالتصاق وتقارب خارجي,
فلو افترض ان وجود اي موجود منفصل عن وجود الله
فهل يمكن ان يكون العدم وجوداً ؟
فالله هو الذي اعطى الوجود لذلك الموجود كما قال (ع)
(مع كل شيء لابمقارنة) فكل موجود ليس بشيء من جهة ذاته , ولكن من حيث ان وجود الله معه فهو موجود.
وقول الامام (ع)
(ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله وبعده ومعه)
واعلم بان وجود كل موجود من الله لاحلول ولااتحاد فكلاهما
كفر وإلحاد
فليس الله داخل او حالا في شيء , ولا ان كل موجود متركب
منه ومن خالقه فهذان الامران هما (الحلول والاتحاد)
فهي غلط وكفر .
وقد نرى ان الإمام (ع) في هذه الخطبة ينفي الصفات
عن الله وفي خطبة اخرى يثبت الصفات لله,
فلا يتوهم الفرد في ان الكلام فيه تناقض لان كل كلام
يخص مقام ادنى واعلى.
فقوله (ع) في الخطبة
(الحمد لله الذي لا يبلغ مدحه القائلون, الذي ليس
لصفته حد محدود ولا نعت موجود
ولا اجل ممدود)
هنا يثبت الإمام (ع) الصفات لله وفي الاخرى ينفي هذه
الصفات حين قال (ع)
(وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة انها غير الموصوف وشهادة كل موصوف انه غير الصفة)
فبحسب الظاهر نرى في هذا منافاه وتعارض بين جملة
(ليس لصفته حد محدود ) وبين جملة
(وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه)
لكن بعد التامل والدقة سيزول ذلك التعارض,
فالقول انه ليس لله صفات هي تلك الصفا ت الزائدة
عن ذاته فليس هناك نعت ومنعوت, حيث ان الذات المقدسة
هي عين الكمال, لا ان الكمال عارض عليها.
والصفات التي تكون للموجودات هي عارضه عليها وزائدة
على ذاتها, اما بالنسبة الى الخالق فالعروض غلط ولذلك
قال (ع)
(لشهادة كل صفة انها غير الموصوف, فالصفة
والموصوف شيئان اثنان, والصفة غير الموصوف والعارض غير المعروض والعلم غير العالم وكل موصوف
غير الصفة.
ان احاديث الائمة (عليهم السلام) يفسر بعضها بعض
ولا يخالف بعضها بعض وانما يرى الاختلاف فيها لعدم
معرفة المقامات التي سبقت لبيانها,
وكل منها يقصد به بيان مقام من المقامات ويشار به
الى غيره من المقامات بالاشارة والتلويح لينال كل احد
نصيبه, وقد اشار لذلك قوله تعالى
(قد علم كل اناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله
ولا تعثوا في الارض مفسدين)

ان للامام الرضا (ع) خطبة مشابهه جداً لخطبة
جده امير المؤمنين (ع) وهي الخطبة الجامعة
التي القاها على العلماء في حضور المأمون العباسي ..
ومن هذه الخطبة قال (ع)
( ..أول عبادة الله معرفته, واصل معرفة الله توحيده ونظام توحيد الله نفي الصفات عنه , لشهادة العقول ان كل
صفة وموصوف مخلوق وشهادة كل موصوف
ان له خالقا ليس بصفة ولا موصوف,
وشهادة كل صفة وموصوف بالاقتران وشهادة الاقتران
بالحدث وشهادة الحدث بالامتناع عن الازل .............................................
تحدث الإمام الرضا (ع)
في هذه الخطبة عن اربع مقامات ودرجات هي المعرفة , التصديق, التوحيد, الاخلاص.
ان المعرفة تاتي من العلم بالله تعالى وقوله تعالى
(واعلم انه لا اله الا الله)
اي ليس قولا بشهادة اللسان,
بل بالعلم والمعرفة والادراك لا لعقا على اللسان,
وقد بين سبحانه عن الذين
يعلمون والذين لايعلمون فقال تعالى
(هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون)
وقال تعالى عن العلماء الذين يعملون بهذا العلم
وهو علم التوحيد فقال
(وهل يستوي الذين يعملون والذين لايعملون)
فان العلم يستدعي العمل ويكمل احدهم الاخر,
واهم اثاره التصديق به , فانه ينبأ ان العالم
قد اخذ المعروف صدقا وانبسط على جميع مظاهره
وخضعت له تعالى جميع جوارحه وجوانحه ولا يتم هذا الخضوع الا ان ينفي الشريك والاعراض عن غيره,
فيكون كمال التصديق به توحيده الذي هو على مراتب
مختلفة ولا يكمل الا بالاخلاص له واعطاء الالوهيه حقها
من الاذعان به والخضوع له,
ولا يتم ذلك الا باثبات
الكمال المطلق فيخصه بالخضوع له وعبادته، فيخلص
له قولا وعملا واعتقادا بحيث يظهر على اعماله
جميع اثاره فتكون
من كمال التوحيد والاخلاص له, والاخلاص لله تعالى
يستدعي الاعتراف بالعجز امام عظمته وتنزيهه
مما لايليق بساحه كبريائه.
فان معاني خطبة الامام امير المؤمنين (ع)
والامام الرضا (ع) هي من الدقائق التي لا يدركها الا من
الهمه الله تعالى الدقائق ولا يمكن لاحد درك عظمة الباري
وكبريائه حيث قال الامير (ع) في نفس الخطبة
(الذي لايدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن الذي
ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود ولا وقت معدود
ولا اجل محدود ............
والحمد لله وحده وحده وحده
يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله
دمتم بعين الرحمن وحفظه
ونسألكم صالح الدعاء..
__________________
التوقيع
فان نهزم فهزامون قدما * وإن نهزم فغير مهزمينا وما إن طبنا جبن ولكن * منايانا ودولة آخرينا فقل للشامتين بنا افيقوا * سيلقى الشامتون كما لقينا إذا ما الموت رفع عن أناس * بكلكله اناخ بآخرينا
( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها. يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر، وأوجب لي زيادة من إتمام النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،
اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي أحلى قمر
نسأل الجميع براءة الذمة.....
التعديل الأخير تم بواسطة حور عين ; 25-02-2012 الساعة 12:01 AM
|