رد: ٍٍآداب وسنــــنٍٍٍ متجــدد
الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم
وَالْعَن اعْدَائِهِم
الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
تتمة ل آداب المسجد
فضل المسجد وآدابه
المساجد ليست معابد تؤدى فيها طقوس العبادات،
وحركات الصلوات فحسب،
فالأرض كلها جعلت لأمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
مسجدا وطهورا، وتصلح لأداء الأركان والواجبات،
قال أبو ذر رضي الله عنه:
قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولا؟
قال:"المسجد الحرام". قلت: ثم أي؟
قال:{ ثم المسجد الأقصى} قلت: كم بينهما؟
قال:{ أربعون عاما}.
ثم قال:{ أينما أدركتك الصلاة فصلّ فهو مسجد}
ولكن المساجد بيوت الله يأوي اليها المسلم منقطعا
عن صخب الحياة المادية، ومتحررا من قيود الهموم
الدنيوية، فيجد فيها مراتع من رياض الجنة،
ورياحين الفردوس..
فتارة في مجلس ذكر لله تعالى، وتلاوة القرآن الكريم
يصل فيها الى صفاء الروح، ولقائها بخالقها،
وصلتها بمصدر الخير والكمال، ونهلها من منبع
الحكمة والمعرفة والإيمان..
وتارة في مجلس وعظ وإرشاد تتزكى فيه النفس
من نقائصها، وتتطهر من رذائلها، وتتحلى بفضائلها
ومكارم أخلاقها..
وتارة في مجلس علم وفقه في الدين تتفتح فيه آفاق
العقل على عظمة التشريع، وتتنوّر دروب الحياة بهدي
التعاليم الإلهية، فيتضح صراط الله المستقيم..
كل ذلك في مجتمع إيماني كريم، يشد بعضه أزر بعض،
ويحقق فيه المؤمنون قوله تعالى:
{ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ} المائدة 2.
ويجنون من الثمرات ما ورد في الحديث الشريف:
ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة،
وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة،
وذكرهم الله فيمن عنده}
وإذا كان حق الضيف إكرامه، فإن من واجبه معرفة قدر
من يزور، والاستعداد لزيارته، والتأدب في حضرته
بما يليق وجلال المزور وعظمته..

اعلم أن المسجد هو المكان الموقوف على عامة
المسلمين للصلاة ونحوها من العبادات، ولو وقف المكا
ن على خاص منهم لزم الوقف مع اجتماع
شرائطه.
وفي جريان أحكام المسجد عليه تردد، والإجراء أحوط.
ولا يجري شيء من الأحكام حتى ثواب المسجد
على ما يتخذه في داره مصلى لنفسه خاصة،
أو لأهل الدار من دون وقف، حتى ورد الإذن في
جعله كنيفاً.
يستحب اتخاذ المسجد، وفيه فضل عظيم، إذ قد ورد
أن من بنى مسجد في الدنيا أعطاه الله يوم القيامة
بكل شبر منه - أو قال بكل ذراع منه - مسيرة أربعين ألف
عام، مدينة من ذهب وفضة ودر وياقوت وزمرد
وزبرجد ولؤلؤ.
ويكفي في ذلك أقل مسماه ، حتى ورد أن من بنى
مسجداً كمفحص قطاة بنى الله تعالى له بيتاً في الجنة.
ومن ذلك نصب أحجار وتسوية الأرض للصلاة
ولو في الصحراء.
ويعتبر فيه صيغة الوقف، فلا تكفي صلاة مسلم فيه
من دون صيغة. نعم لو أنشأ صيغة الوقف كفى
الاتيان بصلاة واحدة من مسلم قبضاً في ذلك.
المساجد بيوت الله تعالى، ومن أحب الله تعالى أحب بيوته،
وأكثر من زيارته فيها.
قال تعالى:
{ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18)} الجن.
والضيف إذا نزل بساحة الكرماء، و منازل العظماء،
أصابه جودهم وفضلهم، ونال من أعطياتهم وغنم
من إكرامهم، فكيف بضيف نزل بأكرم الأكرمين،
وحلّ على رب العالمين..؟
أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال فيما
يرويه عن ربه:
{ إنّ بيوتي في أرضي المساجد، وإنّ زوّاري فيها
عمّارها، فطوبى لعبد تطهّر في بيته ثم زارني في
بيتي فحقّ على المزور أن يكرم زائره}
ولا شك أن أعظم هذه الكرامات، وأفضل هذه العطيات،
أن يذيقه الله تعالى لذة قربه وحلاوة مناجاته،
وأن يمنحه شهادة الإيمان.
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
{ إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان،
قال الله تعالى:
{ إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر.. الآية} .
وفي منازل القيامة، وكربات مواقفها،
وأهوال مشاهدها، يكون في ظل عرش الرحمن،
آمنا مطمئنا.
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
{ سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله
ـ وعد منهم ـ ورجل قلبه معلق بالمساجد}
ثم يصله تعالى بنعمة الجنة، وما أعده له فيها من
نعيم مقيم، وفضل عميم..
عنالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
{ من غدا الى المسجد أو راح، أعدّ الله له في
الجنة نزلا كلما غدا أو راح}.

استحباب الصلاة في المسجد
ثم إن الاتيان بالمكتوبة للرجال في المسجد أفضل
من الاتيان بها في المنزل، وقد ورد الحث العظيم
على حضور المساجد، وإن من كان القرآن حديثه،
والمسجد بيته، بنى الله له بيتاً في الجنة.
وإن من اختلف إلى المسجد أصاب احدى الثمان :
أخاً مستفاداً في الله، أو علماً مستطرفاً،
أو آية محكمة، أو يسمع كلمة تدل على هدى،
أو رحمة منتظرة، أو كلمة ترده عن ردى،
أو يترك ذنباً خشية أو حياء.
وإن الرجل إذا تعلق قلبه
بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، يظله الله في ظله
يوم لاظل إلا ظله.
وإن بيوت الله في الأرض المساجد ، فطوبى لمن تطهر
في بيته ، ثم زار الله في بيته، وحق على المزور
أن يكرم الزائر. وإن من مشى إلى المسجد لم يضع
رجلاً على رطب ولايابس إلا سبحت له الأرض
إلى الأرضين السابعة.
وإنه ما عبد الله بشيء مثل الصمت، والمشي إلى
بيته. وإن من مشى إلى مسجد من مساجد الله
فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله
عشر حسنات، ومحي له عشر سيئات، ورفع له
عشر درجات. وإن أحب البقاع إلى الله المساجد،
وأحب أهلها إلى الله أولهم دخولاً وآخرهم
خروجاً منها.
يتأكد الفضل في حق جار المسجد، وحده إلى أربعين داراً،
وقد ورد أنه لاصلاة مكتوبة لجار المسجد
- في حال صحته وفراغه من الأعذار - إلا في المسجد.
وقيل: بإن الصلاة في المسجد فرادى أفضل
من الصلاة في غيره جماعة.
أما النافلة، ففضلها في السر عليها علانية كفضل
الفريضة على النافلة. كما إن الأفضل للمرأة أن تصلي
في بيتها ، وقد ورد أن خير مساجد النساء البيوت.
وإن صلاة المرأة وحدها في بيتها كفضل
صلاتها في الجمع خمساً وعشرين درجة.
وإن صلاتها في مخدعها، أفضل من صلاتها في بيتها،
وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في الدار.
ثم إن صلاة الرجل في المسجد الأعظم الذي
يكثر اختلاف عامة أهل البلد إليه بمائة صلاة،
وفي مسجد القبيلة الذي لا يأتيه إلا طائفة من الناس
كمساجد محاليل البلد ومساجد القرى بخمس
وعشرين صلاة، وفي مسجد السوق الذي لايأتيه
غالباً إلا أهل السوق بإثني عشر صلاة.

وصلّ الله على محمد وآل محمد
وفقنّا الله تعالى لحسن مرضاته ولجميع طاعته
وتقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال
يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله
دمتم بعين الرحمن وحفظه
__________________
التوقيع
فان نهزم فهزامون قدما * وإن نهزم فغير مهزمينا وما إن طبنا جبن ولكن * منايانا ودولة آخرينا فقل للشامتين بنا افيقوا * سيلقى الشامتون كما لقينا إذا ما الموت رفع عن أناس * بكلكله اناخ بآخرينا
( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها. يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر، وأوجب لي زيادة من إتمام النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،
اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي أحلى قمر
نسأل الجميع براءة الذمة.....
التعديل الأخير تم بواسطة حور عين ; 24-02-2012 الساعة 02:42 AM
|