اللهم صل على محمد و آل محمد و عجلّ فرجهم و أهلك أعدائهم
السلام على الحسين و على علي بن الحسين و على أولاد الحسين و على أصحاب الحسين
عظّم الله أجورنا و أجوركم بمصاب أبي عبد الله الحسين و جعلنا و إياكم من الطلبين بثأره مع الحجة (عج)
.,.,.ســــــــــــــــــــــــــــورة الـــــــغــــــاشــــــــــــــيــــة.,.,.
{ فــــــــضـــــــــلــــــــــهــــــــا }
عن الامام الصادق عليه السلام أنّه قال : " من أدمن قراءة هل أتاك حديث الغاشية
في فريضة أو نافلة غشاه الله برحمته في الدنيا و الآخرة,
و آتاه الأمن يوم القيامة من عذاب النار"
{تــــــــــفــــــــــســـــــــــــيـــــــــــــ ـرهــــــــــا}
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ(1)
الخطاب للرسول (ص) و لكن السبب الموجب يَعُمّ الجميع ,
و الغاشية هي القيامة لأنها تُغشي الناس بشدائدها و أهوالها,
و المعنى هل تعرف – يا محمد - شيئاً عن يوم القيامة؟؟
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ(2) عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ(3)
خاشعة أي يظهر عليها أثر الذل و الخزي و الهوان,
عاملة أي عاملة بِجَّر السلاسل و الأغلال في النار,
و ناصبة أي تعبة مما تعمل,
و المعنى أنّ أصحاب هذه الوجوه عملوا في الدنيا كثيراً,
و تعبوا كثيراً, و لكن لغير الله...فما أصابوا من عملهم
إلّا التعب و الكدّ في الدنيا , و الحسرة و العذاب في الآخرة,
فكان المهنأ لغيرهم, و العبء على ظهرهم.
تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً(4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ(5)
تدخل و تقاسي ناراً مستعرة,
و تُسقى من ماء شديد الحرارة.
لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ(6) لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِن جُوعٍ(7)
و طعام أهل النار هو ضريع, و هو نوع من الشوك مرّ
و نتن جدّاً لدرجة أنّ حتى الدواب لا تقربه لشدّة ردائته,
و هو لا يدفع ضراراً و لا يجلب نفعاً.
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ(8)
ذات بهجة و حسن, ناعمة متنعمة عليها أثر الفرح و السرور.
لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ(9)
رضيت أجرها في الآخرة على عملها في الدنيا.
فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ(10)
في جنة رفيعة و عظيمة في جميع صفاتها و مزاياها.
لّا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً(11)
لا يسمعون فيها كلاماً لا جدوى منه, و لغواً لا فائدة فيه.
فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ(12) فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ(13) وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ(14)
وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ(15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ(16)
يصف الله سبحانه و تعالى في هذه الآيات الشريفة الجنات
التي أعدّها للمؤمنين,فهي في جنات تجري من تحتها الأنهار,
فيها سرر مرفوعة و عالية عن الأرض, و فيها أكواب موضوعة
على جانب العين, فإذا أرادوا الشراب تناولوا بها الماء,
و فيها نمارق (اي و سائد جمع وسادة) مصفوفة يتصل
بعضها ببعض,و فيها زرابي ( البسط) الفاخرة و المبثوثة
(أي المنشورة و المتفرقة في المجالس).
أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ(17)
أفلا يتأملون و يتدبرون في خلق الله للإبل(مخلوق عجيب),
فهي على قوتها و شدّتها تنقاد للضعيف, و في تركيبها ما أُعِدَّ
لحمل الأثقال,و هي تتحمل المسير الطويل و العطش و الجوع...
و فيها غير ذلك ما لا يماثلها حيوان آخر.
وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ(18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ(19)
وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ(20)
أفلا يتدبرون كيف رفع الله تعالى السماء فوق الأرض بكواكبها
اللامعة النافعة, و و كيف نصب عزّ و جلّ الجبال أوتاداً
على الأرض لتسكن حركتها,و كيف سطح الأرض و بسطها
(في رؤية العين) فجعلها لخلقه مهاداً يقيمون عليها و يمشون في مناكبها.
فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ(21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ(22)
إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ(23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَرَ(24)
إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ(25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ(26)
فيا محمد ذكّر و أوعظ الناس, لكنّك لست مسلّطاً عليهم
حتى تُكرههم على الإيمان, و لكن ليس معنى هذا أن الذين
كذبوك سيتركون سدى...كلا, انهم الينا راجعون,
و بأعمالهم و مقاصدهم مرتهنون, و لا جزاء لهم
إلا عذاب الخزي و الهون.
طــــــــــلـــــــــــب و رجــــــــــــــــــــــاء
كل من تدخل هذا الموضوع فلتتفضل بإهداء ثواب
قراءة سورة الغاشية و سورة المباركة الفاتحة مع الصلوات
الى روح أبي عبد الله الحسين و إلى أرواح الشهداء
التي حلّت بفنائه.
