,.,.,.ســـــــــــــــــورة الأعــــــلــــــــــــــــى.,.,.,
{فـــــــــــــــــــضـــــــــــلــــــهــــــــــ ـــــــــا}
عن الامام الصادق عليه السلام أنّه قال :" من قرأ سورة سبح اسم ربك الأعلى
في فريضة أو نافلة قيل له يوم القيامة أدخل من أي أبواب الجنة شئت"
{تــــــــفــــــــســـــــــيـــــــــرهـــــــــا}
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى(1)
الخطاب خاص بالرسول (ص) و التكليف يَعُمّ الجميع,
و المعنى نَزِّه الله تعالى عن الشريك و الصاحبة و الولد ,
و عن كل ما لا يليق بعظمته و جلاله.
و لا شيء أدلّ على تنزيه الخالق من كلمة "لا إله إلّا الله" ,
و إنّما أمر سبحانه بتسبيح الاسم دون الذات لأن مبلغ جهد الانسان
أن يعرف الله بأسمائه الحسنى و صفاته العظمى,
لأن الذات لا تقع عليها العقول و الافهام.
الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى(2)
فهو جلّ و علا خلق كلّ شيء و جعله متساوياً في
الأحكام و الاتقان و متناسباً في الأجزاء.
وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى(3)
أي أنّه سبحانه قدّر لكلّ مخلوق ما يصلح له
و هداه إلى ما فيه صلاحه.
وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى(4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى(5)
و هو سبحانه الذي خلق المرعى (الكلأ و الحشائش)
و جعلها متاعاً و رزقاً للأنعام,
و جعلها غثاء ( أي جافاً يابساً) أحوى ( يميل لونه إلى السواد).
سَنُقْرِؤُكَ فَلا تَنسَى(6)
هذه بُشرى من الله لنبيّه الكريم بأنّ القرآن سينزل على قلبه
و يرسخ فيه و لا يفوته منه حرف واحد.
إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى(7)
الغرض من الاستثناء هنا هو التنبيه على أنّ الحفظ و عدم النسيان
هو تفضّل و تكرّم من الله على نبيه, و ليس بالأمر الحتم و الواجب,
و لو أراد الله أن يُنسي نبيه لفعل و لم يعجزه شيء.
و ليس من شك أنّ الله بكلّ شيء عليم و أشار سبحانه هنا
الى ذلك بعد ذكر النسيان ليقول لنبيه الكريم: نحن نعلم
ما في نفسك و انك كنت تخاف أن يفوتك شيء من القرآن...
كلا, لن يفوتك شيء, كن في أمان و اطمئنان.
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى(8)
المراد باليسرى الشريعة السهلة السمحة, و المعنى أنّ الله سبحانه
يسهّل لك يا محمد سبيل الوحي بآياته و أحكامه حتى تحفظها
و تبلغها و تعمل بها كما أراد الله.
فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى(9) سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى(10)
وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى(11)
ليس من شكّ أنّ التذكير واجب حتى مع العلم بأنه لا يجدي
نفعاً لالقاء الحجة و قطع المعذرة و الا امتنع الحساب و العقاب.
و الذكرى ينتفع بها من يبتغي الهداية و من يوقظه الخوف من الله,
و لا يُعرض عنها إلّا الشقي الذي أعمت الشهوات بصيرته
و الذي يُصرّ على الضلال.
الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى(12)ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى(13)
هذا هو مصير كلّ من أعرض عن شريعة الله و دينه,
سيدخل النار و سيقاسي حرها و أهوالها.
قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى(14)وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى(15)
أمّا الذي زكّى نفسه و طهّرها من الذنوب و الآثام,
و ذكر الله و صلّى,
فإنّه سينجو من غضب الله و عذابه.
بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا(16) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى(17)
فيا أيّها الناس أتعرضون عن لحق و تفضلون الدنيا و تقبلون عليها
و كل ما فيها إلى زوال و خراب...و تتركون الآخرة و نعيمها.
إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى(18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى(19)
المقصود من هذه الآيات الكريمة هي أنّ دعوة الرسل من ناحية العقيدة
واحدة لأن الذي أرسلهم واحد, و قوله واحد لا تهافت فيه
و لا نقصان.و اذا كن هناك اختلاف فهو في بعض الفروع التي
يستدعيها تطور الزمن و تغير المجتمع,
و ما دام الأمر كذلك فعلى من من يؤمن بابراهيم كالعرب
و بموسى كاليهود أن يؤمنوا أيضاً بمحمد (ص) و إلّا كانوا
من الذين يؤمنون بالمبدأ الواحد و يكفرون به في آن واحد.