وقفة مع الكوثر المعطى للحبيب المصطفى ( صلى الله عليه واله )
معروف ان سورة الكوثر هي السورة رقم ( 108 ) من القرآن الكريم و هي مكية .
وفي سبب نزولها يقول المفسرون :
أن العاص بن وائل ، التقى يوماً برسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) عند باب بني سهم و هو يريد الخروج من المسجد الحرام ، فتحدث مع النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) ، و ذلك بمرأى من جماعة من صناديد قريش و هم جلوس في المسجد الحرام ، فما أن أتمّ حديثه مع الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) و فارقه ، جاء إلى أولئك الجالسين .
فقالوا له : من كنت تُحَدِّث ؟
قال : ذلك الأبتر و كان يقصد أن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) ليس له أولاد و عقب ، و سينقطع نسله .
فنزلت سورة الكوثر: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ .
نزلت لتبين أن الله سوف يُعطي للنبي صلى الله عليه واله نسلاً في غاية الكثرة لا ينقطع إلى يوم القيامة .
قال فخر الدين الرازي : " الكوثر أولاده ( صلَّى الله عليه و آله ) لأن هذه السورة إنما نزلت رداً على مَن عَابَهُ ( عليه السَّلام ) بعدم الأولاد ، فالمعنى أنه يعطيه نسلا يبقون على مرّ الزمان ، فانظر كم قُتل من أهل البيت ، ثم العالم ممتلئٌ منهم ، و لم يبق من بني أمية أحد يُعبَأُ به " [ التفسير الكبير : 30 / تفسير سورة الكوثر ، نقلاً عن أهل البيت في القرآن : 401 .] .
هذا و إن للمفسرين أراءً أخرى في تفسير الكوثر أهمها :
1. العلم .
2. النبوة .
3. القرآن .
4. الشفاعة .
5. شرف الجنة .
6. الحوض .
و جميع ما قالوه يندرج ضمن معنى الخير الكثير وهو نفسه ما فهمه الصحابة فقد روي عن ابن عباس أنه قد فسرالكوثر بالخير الكثير ، فقال له سعيد بن جبير ، فان أناساً يقولون هو نهر في الجنة ، فقال : هو من الخير الكثير [ تفسير جوامع الجامع ] .
والصحيح ان أحسن الأقوال ما كان في سبب نزول السورة هو كثرة النسل و الذرية الطاهرة من ولد فاطمة ( عليها السَّلام ) لان الكلام كان حول شانئ النبي صلى الله عليه واله في نعته بعدم وجود النسل فرده الله بانه اعطاه الكوثر
__________________
رُويَّ عن ابا عبد الله (ع): " ليس شيء إلاّ وله حد " قيل: فما حد التوكل؟ قال: " اليقين "، قيل: فما حد اليقين؟ قال: " إلاّ تخاف مع الله شيئاً ". وعنه (ع): " من صحة يقين المرء المسلم ألا يرضي الناس بسخط الله ولا يلومهم على ما لم يؤته الله فان الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا ترده كراهية كاره، ولو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت ".
نسالكمـ الدعـــــــــــاء ...
|