13-11-2011, 07:19 PM
|
#1
|
~ نائبة سابقة ~ ঔღঔ دَمْـ ــعَة العَــ ـــــقِيلَة ::ةঔღঔ
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الاحساء
المشاركات: 537
معدل تقييم المستوى: 1371
|
الذين لم يشربوا ولم يغترفوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علي بن إبراهيم ، قال: حدثني أبي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام):
«أن بني إسرائيل من بعد موسى (عليه السلام) عملوا بالمعاصي ، وغيروا دين الله ، وعتوا عن أمر ربهم ، وكان فيهم نبي يأمرهم وينهاهم فلم يطيعوه ، وروي أنه إرميا النبي (عليه السلام) ، فسلط الله عليهم جالوت ، وهو من القبط ، فأذلهم ، وقتل رجالهم ، وأخرجهم من ديارهم وأموالهم ، واستعبد نساءهم ، ففزعوا إلى نبيهم ، وقالوا: سل الله ان يبعث لنا ملكا ، نقاتل في سبيل الله.
وكانت النبوة في بني إسرائيل في بيت ، والملك والسلطان في بيت آخر ، لم يجمع الله تعالى لهم النبوة والملك في بيت واحد ، فمن ذلك قالوا لنبي لهم: ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله.
فقال لهم نبيهم: (هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلَّا تُقاتِلُوا قالُوا وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا) وكان كما قال الله: (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ).
فقال لهم نبيهم: (إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً). فغضبوا من ذلك: وقالوا: (أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ) وكانت النبوة في ولد لاوي ، والملك في ولد يوسف ، وكان طالوت من ولد بنيامين أخي يوسف لامه ، لم يكن من بيت النبوة ، ولا من بيت المملكة.
فقال لهم نبيهم: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) وكان أعظمهم جسما ، وكان شجاعا قويا ، وكان أعلمهم ، إلا أنه كان فقيرا ، فعابوه بالفقر ، فقالوا: لم يؤت سعة من المال ، (وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ).
وكان التابوت الذي أنزل الله على موسى ، فوضعته فيه امه وألقته في اليم ، فكان في بني إسرائيل معظما ، يتبركون به ، فلما حضرت موسى الوفاة وضع فيه الألواح ، ودرعه ، وما كان عنده من آيات النبوة ، وأودعه يوشع وصيه ، فلم يزل التابوت بينهم حتى استخفوا به ، وكان الصبيان يلعبون به في الطرقات.
فلم يزل بنو إسرائيل في عز وشرف ما دام التابوت عندهم ، فلما عملوا بالمعاصي ، واستخفوا بالتابوت ، رفعه الله عنهم ، فلما سألوا النبي بعث الله تعالى طالوت عليهم ملكا ، يقاتل معهم ، فرد الله عليهم التابوت كما قال:
(إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ)-
قال-: البقية ذرية الأنبياء»
3- قال علي بن إبراهيم: وقوله: (فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) فإن التابوت كان يوضع بين يدي العدو وبين المسلمين ، فتخرج منه ريح طيبة ، لها وجه كوجه الإنسان.
4- وقال علي بن إبراهيم: وحدثني أبي ، عن الحسين بن خالد ، عن الرضا (عليه السلام) ، قال: «السكينة ريح من الجنة ، لها وجه كوجه الإنسان ، فكان إذا وضع التابوت بين يدي المسلمين والكفار فإن تقدم التابوت رجل لا يرجع حتى يقتل أو يغلب ، ومن رجع عن التابوت كفر ، وقتله الإمام.
فأوحى الله إلى نبيهم: أن جالوت يقتله من تستوي عليه درع موسى ، وهو رجل من ولد لاوي بن يعقوب (عليه السلام) اسمه داود بن آسي ، وكان آسي راعيا ، وكان له عشرة بنين أصغرهم داود. فلما بعث طالوت إلى بني إسرائيل ، وجمعهم لحرب جالوت ، بعث إلى آسي: أن أحضر ولدك ، فلما حضروا دعا واحدا واحدا من ولده ، فألبسه الدرع ، درع موسى (عليه السلام) ، فمنهم من طالت عليه ، ومنهم من قصرت عنه. فقال لآسي: هل خلفت من ولدك أحدا؟ قال: نعم ، أصغرهم تركته في الغنم راعيا ، فبعث إليه [ابنه] فجاء به ، فلما دعي أقبل ومعه مقلاع - قال- فنادته ثلاث صخرات في طريقه ، قالت: يا داود ، خذنا. فأخذها في مخلاته ، وكان شديد البطش ، قويا في بدنه ، شجاعا.
فلما جاء إلى طالوت ألبسه درع موسى فاستوت عليه ، ففصل طالوت بالجنود ، وقال لهم نبيهم: يا بني إسرائيل ، إن الله مبتليكم بنهر ، في هذه المفازة ، فمن شرب منه فليس من حزب الله ، ومن لم يشرب فإنه من حزب الله إلا من اغترف غرفة بيده. فلما وردوا النهر ، أطلق الله لهم أن يغرف كل واحد منهم غرفة بيده ، فشربوا منه إلا قليلا منهم ، فالذين شربوا منه كانوا ستين ألفا ، وهذا امتحان امتحنوا به ، كما قال الله».
5- وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: «القليل الذين لم يشربوا ولم يغترفوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، فلما جاوزوا النهر ونظروا إلى جنود جالوت قال الذين شربوا منه: (لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ) وقال الذين لم يشربوا: (رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِي.)
فجاء داود حتى وقف بحذاء جالوت ، وكان جالوت على الفيل ، وعلى رأسه التاج ، وفي جبهته ياقوتة ، يلمع نورها ، وجنوده بين يديه. فأخذ داود من تلك الأحجار حجرا ، فرمى به في ميمنة جالوت ، فمر في الهواء ووقع عليهم فانهزموا ، وأخذ حجرا آخر ، فرمى به في ميسرة جالوت ، فوقع عليهم فانهزموا ، ورمى جالوت بحجر ثالث فصك الياقوتة في جبهته ، ووصل إلى دماغه ، ووقع إلى الأرض ميتا».
تقسير البرهان
|
|
|