.,.,.ســـــــــــورة الطــــــــــارق.,.,.
{ فـــضــــلـــــهــــــا }
عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال : " من كانت قرائته في فرائضه بالسماء و الطارق
كانت له عند الله يوم القيامة جاه و منزلة, و كان رفقاء النبيين و اصحابهم في الجنة".
{ تــــفـــــســـــيــــرهـــا }
وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ(1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ(2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ(3)
كل ما علاك فهو سماء,
و كل ما أتاك ليلاً فهو طارق,
و المراد بالطارق هنا النجم الثاقب ( أي المضيء).
و في هذه الآيات الكريمة يُقسم الله سبحانه و تعالى بالنجم
المضيء ليتنبّه الانسان الى ما فيه من عظيم النفع و عجيب الصنع.
إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ(4)
يحفظ أقوالها و أعمالها, و يُحصي حركاتها و أسرارها
حتى ينتهي أجلها, و تلقى ربها, فتجد عنده
ما عملت من خير و سوء محضراً .
فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ(5) خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ(6)
يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ(7)
الماء الدافق هو النطفة,
و الصلب هو العظم من ظهر الرجل,
و الترائب هو عظم صدر المرأة.
و المقصود من هذه الآيات الكريمة أنه اذا عرفت أيّها الانسان
أنّ الله يعلم سرّك و جهرك, فعليك ان تنظر الى نفسك,و
تفكر في وجودك, فلقد بُدئتَ من نطفة خرجت من ظهر
أبيك و ترائب أمك, ثم وُضعت في قرار مكين الى أجل معلوم
الى أن صرت في أحسن تقويم مملوءاً بالحياة و العاطفة و الادراك.
إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ(8)
فيا أيها الانسان فكر و تدبر في قدرة الله عزّ و جلّ, لتعلم
أنّ الذي أنشأك و هداك قادر على ان يعيدك ثانية الى الحياة.
يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ(9) فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ(10)
السرائر هي خفيات القلوب ,
و تُبلى أي تُختَبَر بكشفها و إظهارها,
و المعنى ان الله سبحانه يبعث الانسان في يوم لا ستر
فيه و لا خفاء, و لا جدال و لا حجاج, و لا حول و لا
قوة لأحد من نفسه أو من غيره الا قوة الايمان و صالح الاعمال.
وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ(11) وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ(12)
الرجع هو المطر ( اي الماء) لأنه يرجع الى الارض,
و الصدع هو النبات لأن الأرض تتصدّع و تنشقّ بخروجه,
و يُقسم سبحانه في هذه الآيات الكريمة بالسماء التي
تفيض بماء الحياة و بالارض التي تجود بالخيرات و الأقوات.
إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ(13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ(14)
ضمير أنه يعود للقرآن الكريم,
فهو جدّ و لا عبث فيه,و هو يفصل بين الحق و الباطل.
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا(15) وَأَكِيدُ كَيْدًا(16)
فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا(17)
ضمير انهم يعود الى الذين كذبوا الرسول (ص),
و يكيدون أي يدبّرون الدسائس و المؤامرات ضد الرسول
و المؤمنين,
و أكيد أي أُبطِل كيدهم و انقض مؤامراتهم,
و رويداً أي قليلاً,
و المعنى أني - يا محمد – بالمرصاد لمن يحاول ابطال أمرك بالدسائس و المكايد, فانتظر قليلاً و سترى ما يحلّ بهم من الخزي و النكال.