الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل
فَرَجَهُم وَالْعَن اعْدَائِهِم ..
كان عمرو بن الجموح [1] رجلا أعرج
فلما كان يوم أحد و كان له بنون أربعة
يشهدون مع النبي (صلى الله عليه و آله)
المشاهد أمثال الأسد أراد قومه أن يحبسوه،
و قالوا: أنت رجل أعرج و لا حرج عليك،
و قد ذهب بنوك مع النبي
(صلى الله عليه و آله).
قال: بخ، يذهبون إلى الجنة و أجلس
أنا عندكم!
فقالت هند بنت عمرو بن حرام امرأته:
كأني أنظر إليه مولياً قد أخذ درقته
و هو يقول:
اللهم لا تردني إلى أهلي،
فخرج و لحقه
بعض قومه يكلمونه في القعود،
فأبى و جاء إلى رسول الله
(صلى الله عليه و آله)، فقال:
يا رسول الله إن قومي يريدون أن يحبسوني
هذا الوجه و الخروج معك،
و الله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه
في الجنة.
فقال له (ص): "أما أنت فقد عذرك الله و
لا جهاد عليك"، فأبى.
فقال النبي (صلى الله عليه و آله)
لقومه و بنيه:
"لا عليكم أن لا تمنعوه،
لعل الله يرزقه الشهادة".
فخلوا عنه، فقتل يومئذ شهيدا.
قال: فحملته هند بعد شهادته و ابنها خلاد
و أخاها عبد الله على بعير، فلما بلغت
منقطع الحرة برك البعير
فكان كلما توجهه إلى المدينة برك،
و إذا وجهته إلى أحد أسرع،
فرجعت إلى النبي (صلى الله عليه و آله)
فأخبرته بذلك.
فقال (صلى الله عليه و آله):
"إن الجمل لمأمور، هل قال عمرو شيئا".
قالت: نعم،
إنه لما توجه إلى أحد استقبل القبلة،
ثم قال: اللهم لا تردني إلى أهلي
و ارزقني الشهادة.
فقال (صلى الله عليه و آله):
"فلذلك الجمل لا يمضي، إن منكم يا
معشر الأنصار من لو أقسم على الله لأبره،
منهم عمرو بن الجموح" [3] .
[1] صحابي جليل و أحد زعماء المدينة، و سيد سادات بني سلمة، و شريف من أشرافهم، و آخر الأنصار إسلامًا.
[2] بَرَكَ البعير يبرك بروكا أي إستناخ، لأنه يقع على بركه و هو صدره . [3] بحار الأنوار
( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) )
: 20 / 130
نسألكم الدعاء
__________________
التوقيع
فان نهزم فهزامون قدما *
وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن *
منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا *
سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس *
بكلكله اناخ بآخرينا
( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون
من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها.
يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر،
وأوجب لي زيادة من إتمام
النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،
اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي
أحلى قمر
نسأل الجميع براءة الذمة.....