بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءعم أجمعين من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله ربي جل علاه : إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَـتَاً(17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِى الْصُّورِ فَتَأَتُونَ أَفْوَاجاً(18) وَفُتِحَتِ الْسَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً(19) وَسُيِّرَتْ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً(20) من سورة النبأ
(وفتحت السماء فكانت أبواباً)
فما الأبواب؟ وكيف تفتح؟
يقول البعض: إنّ المقصود بهذه الأبواب هي أبواب عالم الغيب تفتح على عالم الشهود، وتزول الحجب ويتصل عالم الملائكة بعالم الإنسان.
ويرى البعض الآخر أنّها تشير إلى ما ورد في آيات قرآنية اُخرى، من قبيل: (وإذا السماء انشقت)، و(وإذا السماء انفطرت).
فما سيحصل من أثر ذلك الإنشقاق والإنفطار وكأنّ النجوم والكرات السماوية أبواب تفتحت على مصراعيها.
وثمّة مَن يذهب إلى أنّها إشارة إلى عدم استطاعة الإنسان في هذه الدنيا من اختراق السماوات والسير فيها، وإن استطاع فبشكل محدود جدّاً وبصعوبة بالغة، وكأن أبواب السماء موصدة أمامه، ولكنّ حال يوم القيامة سيتغير تماماً، حيث ترى الإنسان يغوص في أعماق السماء بعد تحرره من ممسكات الأرض، وكان أبواب السماء قد تفتحت له.
وبعبارة اُخرى: إنّ السماوات والأرض ستتلاشى في ذلك اليوم ثمّ تتبدلان إلى سماء وأرض أخريين كما تشير الآية (48) من سورة إبراهيم لذلك: (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات) وعندها. ستفتح أبواب السماء أمام أهل الأرض، ويفتح الطريق للإنسان ليسلك الصالحون سبيل الجنّة فتفتح أبوابها لهم:
(حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم).
وحين يدخلون الجنّة يرد عليهم الملائكة للتهنئة: (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب)
وتتفتح أبواب جهنم للكافرين كذلك: (وسيق الذين كفروا إلى جهنّم زمراً حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها).
وبذلك يرد الإنسان حينها إلى عرصة واسعة كوسع السماوات والأرض: (وجنّة عرضها السماوات والأرض).
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء التاسع عشر
نسألكم الدعاء
أختكم الفاطمية
زينب قدوتي