بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
الحمد والشكر لله ربّ العالمين على تفاعل
أخواتنا وبناتنا المؤمنات
وحتى لوكان ذلك بدعوة مباركة من العزيزة والمؤمنة فداء
وتعليقاًعلى ماتفضلت به الغالية مشرفة
الموضوع فيما يخص عبادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي ندعو الرحمن العظيم
لأن يزيد بركتها ويثبت قلب متبعها,
ومايرافقها أحياناً من تردد أو أنحسار بسبب
ردة فعل متلقيها أو أنكاره لمسألة النصح
والنصيحة نقول;
النصيحة نعمة وبركة وأن كان متلقيها
ممن لايقيم لها وزنا,
ومؤديها لا يألم وأن كان هو ممن لايحُسب له الناس أعتبار أوهو ليس من مقربيهم أو رفيقهم
لأن المؤمن التقي لايصب جل همه التقدير
والعرفان ممن يسدي إليهم بها,
وأقصد النصيحة.
الأحترام موجود وواجب أتباعه ولكن لاتكون
غاية المؤمن أن تؤخذ نصيحته بميزان الذهب
لأن ببساطة شديدة, غاية المؤمن وجه الله تعالى
عزّ وعلا.
أحياناً يتفاعل متلقي النصيحة (وهي لوجه الله),
مع ذلك بأمتعاض وغصة في النفس
قد تدفعه لأن يتفوه بعبارات وجمل مؤلمة
ومحزنة.
وهنا العاقل يتغاضى عن توافه الأمور
منطلقاً من قوله تعالى;
وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا
مع الحرص الشديد على إجابة السائل
حين يتعلق الأمر بأمور شرعية
ومفاهيم الدين.
لأن في إجابة ذلك ألقاء الحجة على من
أستثقلها.
في حين قطع النقاش والعزوف عن محاججة
المتكلم وأقصد متلقي النصيحة ضعفاً وأنحساراً وعدم أتمام لنعمة الأمر,
وكما قول الرسول الكريم (ص);
رحم الله أمرءاً عمل عملاً فأتمه
هذه المسألة تحتاج لقلب ثابت تقي نقي لايخشى ولايخاف إلا الله ولا إله إلا الله
وكما تفضل أخواتنا المؤمنات وأن شاء الله
في ردودهن الطيبة, تحتاج هذه العبادة
الطاهرة لقلوب طاهرة وواعية.
فالأنسان يعمل على تربية نفسه وتجهيزها
بأسلحة الأيمان والعلم والمعرفة وبما
تطيقه نفسه وظروفه
حتى لايظن من يقرأ كلماتنا أن هذه العبادة
تحتاج فقط إلى علماء وأهل الفقه.
ولكن عندما أتحدث بضرورة أتباع كتاب
الله العزيز والسنة فلابد لي من وقفة مع النفس
في التبصر بما تتضمنه
الآية الكريمة حين قراءتها
وأحاول ربطها بأحداث الواقع أو فيما مر
من التاريخ,لأن العليّ القدير ذكر في كتابه
الشريف,
ولقد صرّفنا في هذا القرآن للناس من كل
مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا,
فلابد من وقفة مع النفس للأعتبار.
ومع الجد الصادق والنية السليمة سيفتح
الرحمن الرزاق قنوات رحمته وبركاته
فيمده ببركات التوفيق والقوة عند المحاججة
فلا يتألم ولايقيم لنفسه ميزانا أن ضرب
المتلقي نصيحته بعرض الحائط.
أو صادفه مالايكافئ مسعاه. لأن لله حكمته
في ذلك وهو أحكم الحاكمين.
فيواصل عبد الله سعيه لأن نيته وجه الله,
ويتابع في فرصة ثانية ومع دعائه لأخيه
الجاهل ومن أعرض عن الحق
لأنه يهديه الله تعالى
لأن من واجب المؤمن الدعاء لنفسه ولأخيه
المسلم بالتوفيق.
ثم لاننسى أن مامن شيء لله لايثمر ولايؤتي أكله وأن طال الصبر عليها,
لأن مالله ينمو ويزهر.
أحياناً تواجه المؤمنة بأجوبة لاحول ولاقوة
إلا بالله عليها ,
فتذكر المتلقي بأن الموت قادم ويصطاد
الأنفس ويحصدها في أي لحظة وأن الأهل
وأن كان الوالدين لن يقفوا غداً أمام
الولد ليحاججوا الرحمن ويدافعو عنهم.
وهنا كانت الآية الكريمة,
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا
لّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ
عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ
فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم
بِاللَّهِ الْغَرُورُ
مسألة النصيحة تحتاج لنفس صبورة ودؤوبة
لاتمل أو تكل
ولروح ثابتة ووجه سمح وأسلوب رحيم
حتى وأن لم يوفق مؤديها فيها,
فلابد من أن تحل لحظة أوظرف أو حادثة
على من يتلقاها لأن يتذكر
صدق من نصحه بها,
فيستوقف نفسه ويستعبر
ولربما عاد من نفسه لصاحب النصيحة
أن كانت لله وبنية سليمة وكما أسلفنا,
ليشكره ويعتذر منه لأنه أهداه بفضل الله تعالى,
والشكر لله وحده.
دمتم بعين الرحمن الرحيم وندعو الله تعالى
لأن يوفقنا جميعاً حتى ننتصر
على أهواء أنفسنا فنسعى لأن ندفع الهوى
عن أخواننا في الله والدين.
دمتم برحمة الله ونصره

__________________
التوقيع
فان نهزم فهزامون قدما *
وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن *
منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا *
سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس *
بكلكله اناخ بآخرينا
( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون
من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها.
يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر،
وأوجب لي زيادة من إتمام
النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،
اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي
أحلى قمر
نسأل الجميع براءة الذمة.....