عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2011, 08:38 PM   #10
عشقي حسيني
♣ مشرفة سابقة ♣ محرومة من تربة المظلوم
 
الصورة الرمزية عشقي حسيني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: في قلب فاطمة الزهراء عليها السلام
العمر: 29
المشاركات: 634
معدل تقييم المستوى: 676
عشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond repute
افتراضي رد: 100درة في عاشوراء لسماحة الشيخ حبيب الكاظمي

61- الحسين سفينة النجاة!..

إن الذين يحضرون مجالس أهل البيت (ع) ترق قلوبهم، وذلك لأنه من أعظم النعم علينا، هذه الأنوار المباركة (خلقكم الله أنواراً، فجعلكم بعرشه محدقين، حتى منَّ علينا بكم، فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه).. فنور سيد الشهداء (ع) كان في العرش، وهذه الأنوار القدسية كانت في العرش، ورب العالمين أنزلها للأرض، وإذا بهذا الحسين -صلوات الله عليه- يُفعل به يوم عاشوراء ما فُعل، حتى نرتقي عند الله عز وجل.. الحسين -عليه السلام- تحمل القتل، والسيدة زينب (ع) تحملت الأسر، وإمامنا زين العابدين (ع) تحمل الأغلال الجامعة؛ لأجلنا نحن.. ببركة هذا العذاب الذي نزل عليهم، ندخل الجنة إن شاء الله بغير حساب.. وبهذا الواقع ينبغي أن نشكر أصحاب هذه المصائب، لأن الله -عز وجل- جعلهم سببا لنجاتنا.. الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة، الحسين -صلوات الله عليه- بما جرى عليه، تحول إلى سفينة يركبها الكثيرون.. فالكل سفينة نجاة، لكن سفينة الحسين (ع) أسرع؛ لأنه وقع عليه ما لم يقع على أئمة الهدى (ع).




62- استغلال الرقة!..

إذا جاءت الرقة، خاصة بعد مجالس أهل البيت (ع) اغتنموا الفرصة، وحاولوا أن لا تقطعوا الجو الحسيني فجأة.. بل اخرج من المجلس وأنت في طريق العودة إلى المنزل، عش جو التفاعل.. وهذه أغنى فرصة للمناجاة مع رب العالمين، وكلنا يعرف حديث الإمام الرضا (ع): (فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإنّ البكاء عليه يحط الذنوب العظام).. هنالك ترابط بين الإمام الحسين (ع) وبين الرحمة الإلهية، بين البكاء عليه وبين غفران الذنوب؛ لأن الله شاء أن يراه قتيلا.



63- العبودية المطلقة!..

إن مأساة الحسين (ع) بدءً من خروجه من المدينة، إلى عودة سباياه إلى المدينة مرة أخرى، وما بينهما من الأحداث الجسام، رغم تعدد ألوانها المأساوية، إلا أنها مصطبغة بلون واحد، وهو العنصر المميز لكل حركته.. ألا وهي العبودية المطلقة لله رب العالمين، وهي تتجلى تارة: في مناجاته مع رب العالمين في مقتله.. وتارة في صلاة أخته زينب (ع) في جوف ليلة الحادي عشر من محرم.. وتارة في مناجاة السجاد (ع) مع ربه والأغلال الجامعة في عنقه الشريف.



64- أبدية الحياة!..

إن من موجبات توسعة أفق النفس، والتي تستتبع بدورها قدرة مضاعفة للصمود أمام مختلف التقلبات هو: الاعتقاد بأبدية الحياة الإنسانية.. فإن البلاء المحدود في أيام محدودة، له من التعويض ما يتمنى العبد معه يوم القيامة، أن لو كان البلاء غير مرتحل عنه، بل يتمنى -كما في الروايات- أنه لم تستجب له دعوة واحدة.. وهاهم أصحاب الإمام الحسين (ع) تحملوا الكثير من الآلام العاجلة، طلبا لثمار لذيذة آجلة!..



65- الصبر!..

إن العبد يكتشف درجة عبوديته لربه من خلال: الصبر على مكروه القضاء، وخير من يمثل الصبر هم أصحاب الطف.. فإذا اعتقد العبد أن هنالك من هو أولى بتولي زمامه من نفسه، فهل يعيش حالة التبرم من تدبير الحكيم لأموره؟!.. والحال أنه لا موجود أرأف بالإنسان ممن خلقه، إلا أن يرتكب ما يخرجه من دائرة الالتفاتة الشفيقة، وذلك عندما يتمادى في تحدي من بيده سلطان السماوات والأرض.



66- محبة البلاء!..

إن العبد يترقى في درجات العبودية إلى أن يصل إلى درجة، هي أرقى من صبر العوام من أهل البلاء.. الكثيرون من متوسطي الإيمان، يصبرون على البلاء من منطلق: أنه لا حيلة لهم سوى الصبر، وأن الواقع المحتوم لا يتغير.. إلا أن هناك قوما بلغوا درجة من الإيمان، جعلتهم يرضون، بل يحبون ما أجرى له ربهم من البلاء، الذي لم يكونوا هم سببا فيه، إذ أن البلاء المتسبب من فعل العبد لا يؤجر عليه صاحبه، إلا أن يتغمده الله -تعالى- برحمة منه وفضل.. فها هي السيدة زينب (ع) عندما سئلت: كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟.. فقالت: ما رأيت إلا جميلا!..



67- الفكرة والعاطفة والعمل!..

إن هناك تفاعلات غير مرئية بين عالم الفكر، وبين عالم العاطفة، وبين عالم العمل.. فالفكر والعاطفة كالزوجين؛ إذا تزوجا فإن الولد الناتج من هذا الزواج؛ هو العمل.. إذا كان الإنسان لا يعتقد بالدين، ولا يعتقد بأهل البيت (ع)؛ هل يرجى منه الاستقامة؟.. وإذا كان يعتقد بهم اعتقادا نظريا، فلا يتفاعل مع ذكرياتهم: لا يفرح لفرحهم، ولا يحزن لحزنهم؛ فإنه لا يرجى من هذه العقيدة، أن تكون دافعا له في الحياة.. فالفكرة الصائبة، بالإضافة إلى العاطفة الجياشة، إذا اجتمعا في إنسان؛ نتج منه العمل بشكل طبيعي.. إن المحب لمن يحب مطيع!..



68- أساليب عملية للتفاعل!..

هنالك أساليب عدة عملية للتفاعل مع ذكر سيد الشهداء (ع)، خارج مجالس العزاء الحسيني، منها: استغلال الساعات الضائعة في السيارة، في الاستماع إلى شيء من عبرهم (ع).. وأيضاً التدبر في كلماتهم الجميلة، فمثلاً هذه الكلمة للإمام (ع): (إني لا أرى الموت إلا سعادة).. إن الموت في نظر الناس عبارة عن فناء وحرمان من متع الحياة الدنيا، ولكن هنا الإمام (ع) جعل السعادة مرتبطة بالموت في سبيل الله؛ وهذا مفهوم جديد للسعادة.. وكذلك التدبر في المضامين التوحيدية لدعاء الحسين (ع) يوم عرفة، وقراءة كل ما كتب عن الحسين (ع) في هذا المجال.



69- الحومان حول الحسين (ع)!..

ورد في رواية: (الظالم يحوم حوم نفسه، والمقتصد يحوم حوم قلبه، والسابق بالخيرات يحوم حوم ربه).. المؤمن يحوم حول الحسين (ع)، لاستمداد الفيض الإلهي في تربية النفس، وبناء الشخصية والأجيال.. والحومان حول الحسين (ع)، بمعنى الحومان حول شخصية الإمام (ع)، وحول مبادئه، وفكره.. لا بمعنى الحومان حول الذات بما هي ذات، أو الجسد بما هو جسد وقعت عليه الجراحات.. فالإمام (ع) حتى وهو في لحظاته الأخيرة، لم يذهل عن ذكر الله عز وجل، بل كان يلهج: (رضاً بقضائك، وتسليماً لأمرك، لا معبود سواك).



70- ترقب دخول وقت الصلاة!..

إن مما يؤسف حقاً ما يُرى عند البعض، من الانشغال ببعض الأمور عن أداء الصلاة، بعذر أنهم يقيمون عزاء الحسين (ع).. والحال بأن صاحب المناسبة (ع) كان يترقب دخول وقت الصلاة، وقد دعا (ع) لذلك المقاتل الذي ذكّره بالصلاة يوم العاشر، بأن يجعله الله من الذاكرين.. وعليه، فإنه ينبغي الاهتمام بموضوع الصلاة خصوصاً في أيام عاشوراء، وفي الأزمات.. فالإمام (ع) له مقام الجامعية، أي أنه مأمور بتفقد أحوال أهله وأصحابه، ولكن عندما يقف بين يدي الله -عز وجل- ينقطع عن كل شيء، كجده المصطفى (ص).. إن أم المؤمنين عائشة تنقل عن النبي (ص) فتقول: (بأنه كان يحدثنا ونحدثه، فإذا دخل وقت الصلاة؛ فكأننا لا نعرفه ولا يعرفنا).. وكذلك كانت مولاتنا زينب (ع) ليلة الحادي عشر من شهر محرم، وهي مثخنة بهذه الجراح الباطنية، وفي تلك الليلة الموحشة بجوار الجثث، صلت صلاتها من جلوس.
__________________


كون حسين محبوبك ... أبشر طاحت أذنوبك
لو غـطـاك الــــتراب ... يوكفلك بالحســاب
وبيده يمضي مكتوبك

التعديل الأخير تم بواسطة عشقي حسيني ; 10-11-2011 الساعة 09:36 PM
عشقي حسيني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس