بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءعم أجمعين من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله ربي جل علاه : فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ(60)فَلَمَّا تَرَءا الجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَـبُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ(61) قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِىَ رَبِّى سَيَهْدِينِ(62) فَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْق كَالَّطوْدِ العَظِيمِ(63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الاَْخَرِينَ(64) وَأَنجيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ(65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الاَْخَرِينَ(66) إِنَّ فِى ذَلِكَ لاََيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ(67) وَإِنَّ رَبِّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(68) من سورة الشعراء
هناك بعض المفسّرين ممن لا يميل إلى كون نجاة بني إسرائيل وغرق فرعون وقومه معجزةً، بل حادثة طبيعية، كما يصرّون على ذلك، فوجّهوا ذلك كله بأسباب طبيعية،.
لذلك قالوا: إنّ هذا الموضوع يمكن تطبيقه بواسطة الجسور المتحركة المستعملة في العصر الحديث.
وقال بعضهم: إنّ موسى(عليه السلام) كان مطلعاً على طرق خاصّة، وكان يمكنه العبور من البرازخ (أو الطرق الموجودة في بحر سوف) أي خليج السويس، إلى جزيرة سيناء. وانفلاق البحر ـ في الآيات محل البحث ـ إشارة إلى هذا المعنى
وقال بعضهم: من المحتمل جداً أن يكون وصول موسى وقومه البحر عند منتهى جزره، فاستطاع أن يعبر بهم من النقاط اليابسة ويجتازها بسرعة، ولكن عندما ورد فرعون وقومه البحر شرع المدّ فوراً فأُغرقوا بالنيل حينئذ وهلكوا...
ولكن الحق أن أيّاً من هذه الإحتمالات لا ينسجم وظاهر الآيات ـ إن لم نقل وصريح الآيات ـ ومع قبول معاجز الأنبياء الوارد بيانها مراراً في سور القرآن، وخاصّة معجزة عصا موسى نفسها، فلا حاجة لمثل هذه التوجيهات...
فما يمنع أن تتراكم أمواج النيل بعد ضربها من قِبَل موسى بالعصا بأمر الله الحاكم على قانون العَليّة في عالم الوجود، وتنجذب متأثرة بما فيها من سرّ غامض، لتترك طريقاً يَبساً بيّناً (يمرّ في وسط البحر) ثمّ تتلاشى هذه الجاذبيّة بعد مدة، ويعود البحر إلى حالته الطبيعية وإلى أمواجه المتلاطمة!... وليس هذا استثناءً في قانون العليّة، بل هو اعتراف بتأثير علل غير معتادة، لا نعرفها لقصور علمنا أو لقلّة معلوماتنا!
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء الحادي عشر
نسألكم الدعاء
أختكم الفاطمية
زينب قدوتي