عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-2011, 01:21 PM   #10
حور عين
♣ مراقبة سابقة ♣
●•أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين •●
 
الصورة الرمزية حور عين
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: بلاد الرافدين..النجف الأشرف
المشاركات: 1,015
معدل تقييم المستوى: 1067
حور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond reputeحور عين has a reputation beyond repute
افتراضي رد: ✿ الزهراء في منطق الرسالة الإسلامية ✿




الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم
وَالْعَن اعْدَائِهِم



الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا
وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..



وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا
من خلص شيعته
ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على
سائر العباد ورحمة الله وبركاته



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


3ـ « ... يوفون بالنّذر ويخافون يوماً كان شرّه مستطيراً * ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً *
إنّما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا * إنا نخاف من ربّنا يوماً عبوساً قمطريراً * فوقاهم الله شرّ ذلك اليوم
ولقّاهم نضرةً وسروراً * وجزاهم بما صبروا جنّة وحريراً * متّكئين فيها على الأرائك لا يرون
فيها شمساً ولا زمهريراً ... »(1).

أجمع المؤرخون وأهل التفسير على أنّ هذه الآيات الكريمة من سورة الدّهر نزلت في : الزّهراء فاطمة بنت محمد
( صلى الله عليه وآله ) وبعلها وابنيها:
الحسن والحسين ( عليهم السلام )



والقارىء لهذه الآيات يستطيع ـ لأول وهلة من قراءتها ـ أن يستلهم من ظلالها الوارفة قصّة تأريخيّة جليلة،
وإن لم يستطع أن يلمس أسماء القائمين بتجسيدها على واقع الحياة. هذا ما يلمسه القارىء العادي لهذه الآيات.
أما حين يبحث في أسباب ووقت نزولها ، فإنّه سيعيش قصّة جليلة عاشت في بيت الرّسالة الطاهر فقد أتحفتنا
الروايات التاريخيّة للصدر الأول من حياة الأمّة الإسلامية الكريمة(2) أنّ الحسن والحسين (عليهما السلام) قد مرضا،
فعادهما جدهما الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) مع وفد من أصحابه الأماجد، وحين يرى الرسول (صلى الله عليه وآله)
حالة ولديه الحبيبين هذه ، يطلب إلى عليّ وفاطمة أن ينذرا لله صوماً
إن عافاهما مما هما فيه من سقم.

ويشفى الحسنان ( عليهما السلام ) من علّتهما، ويحلُّ وقت أداء النذر، فيصوم عليٌّ وفاطمة والحسنان وفضة.
وحين يحل وقت الغروب تحضر فاطمة وفضة ـ جاريتها ـ طعام الفطور الّذي كان قوامه خبز الشعير.
وحين يتناول عليٌّ (عليه السلام) أول لقمة من هذا الطعام يطرق الباب فتهبّ فضّة لتعرف من فيه،
فإذا الطارق مسكين قد استبدّ به الجوع، وتعود فضّة لتطلع بيت الرسالة على خبره.
وتجتمع الكلمة على رفع الطعام ـ برمته ـ إلى المسكين ، ويستمرّ أهل البيت (عليهم السلام) لا يتناولون شيئاً
غير الماء الخالص.
وعند الصباح الثاني يبدأ اليوم الثّاني من الصوم، ويحلُّ وقت الغروب وتعد


(1) سورة الإنسان آية | 7 ـ 13.
(2) المناقب للخوارزمي.

فاطمة وفضّة طعام الافطار، وما أن يتهيّأ اهل البيت (عليهم السلام) لتناول طعامهم إلا ويطرق باب الدار عليهم،
فتسرع فضّة لتعرف من فيه، وسرعان ما تعود حاملة نبأ وجود يتيم في الباب ، وقد أخذ الجوع مأخذه من نفسه.
وعلى الفور يرفع الطعام إلى اليتيم ليستمر أهل البيت (عليهم السلام) وهم لا يتناولون غير الماء.
ويجيء اليوم الثالث ليواصل أهل البيت صيامهم، حتى إذا حلّ الغروب هيّىء الطّعام.
وما أن حان أوان تناوله حتى يطرق الباب، فتسرع فضة لمعرفة من فيه ، فإذا بأسير قد آلمه الجوع،
فتعود فضّة لتنبىء أهل البيت (عليهم السلام) بخبره فيرفع الطعام إليه، ويستمر أهل البيت (عليهم السلام)
وهو يتضورون من الجوع ولا يتناولون غير الماء وحده، مع شدّة حاجتهم إلى الطعام.

وتشارك السماء بيت الرسالة مشاركة فعليّة ، فأرسلت مكافاتها له ببيان مستطرد، نزل به الوحي على محمد (صلى الله عليه وآله)
شارحاً القصّة، ثم يصور المقام الكريم الذي سيؤول إليه أهل البيت (عليهم السلام) في الآخرة،
محدّداً ابعاده وإطاره :

« ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً * ...

اذا نخاف من ربّنا يوماً عبوساً قمطريراً ».
هذه هي الابعاد الحقيقية للحادثة التي تجسدت في ظلال بيت الرسالة، حيّة نابضة بالحركة.
يصوّرها القرآن ثم يطلعنا على صورة حيّة لسلوك أهل البيت (عليهم السلام) فهم يطعمون الفقراء
والمساكين ولكنّهم لا يسألون أجراً ولا يبتغون منهم شكراً، إنّما يفعلون ذلك تقرّباً إلى الله، وهو حسبهم ومرضاته غايتهم.

وحين يكشف القرآن الكريم هذه الحقيقة فإنّما يكشف لنا عن حقيقة المقياس العمليّ الذي يلوّن حياة أهل البيت (عليهم السلام)
ويطبع كافة ألوان نشاطهم بطابع الخضوع لله سبحانه في كلّ فعّاليّاتهم ونشاطاتهم
الفردية والإجتماعية.

ثم تأتي المكافأة التي يندر نظيرها :
« فوقاهم الله شرّ ذلك اليوم ولقاهم نظرةً وسروراً * متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً
ودانيةً عليهم ظلالها وذُلّت قطوفها تذليلاً ... ».

وبسبب هذا السلوك الملوّن بسلوك الرسالة والمصطبغ بصبغة المنهج الإلهي، استحق أهل البيت (عليهم السلام)
هذا المقام الأخرويّ الكريم ، الذي لحمته جمال وجلال وسداه بهجة وسرور.

وحين يكسب أهل البيت (عليهم السلام) هذه الكرامة القصوى عند الله سبحانه ـ وفي طليعتهم الصّدّيقة
الزهراء (عليها السلام) فإنّما يتوجب علينا ـ نحن أبناء الأمّة الإسلامية ـ
أن نحذو حذوهم ونقتدي بمنهجهم في الحياة.

وبعد استعراض هذه الآيات الجليلة التي اتّسمت بطابع الحديث عن فاطمة وبيتها الطاهر، أصبحنا وبين أيدينا بنود ضخمة
وأُطر ثابتة تكشف لنا عن الدّرجة العظيمة التي بلغتها الزّهراء (عليها السلام) في مضمار التقرُّب إلى الخالق الجليل سبحانه،
فاستحقت بذلك هذه الكرامة التي لا يوازيها فيها
غيرها من سائر الناس.







وصلّ الله على محمد وآل محمد

وفقنّا الله تعالى لحسن مرضاته ولجميع طاعته


ونسالكم صالح الدعاء,,,


__________________
التوقيع



فان نهزم فهزامون قدما *
وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن *
منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا *
سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس *
بكلكله اناخ بآخرينا

( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون
من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها.
يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر،
وأوجب لي زيادة من إتمام
النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،




اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي
أحلى قمر



نسأل الجميع براءة الذمة.....
حور عين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس