~ســـــــــورة الانــشـــــقـــاق~
(2)
{تـــفـــســــيرها مــن الآيـــة 13 إلى25}

إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا(13)
انه كان في الدنيا و هو بين اهله يلهو و يلعب
و ينعم بشهواته و لا يُفكّر في الحساب و الجزاء يوم القيامة
إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ(14)
لقد ظنَّ انه بعد الموت لن يرجع الى ربه و لن يُسأل عن ذنبه
بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا(15)
بلى انه راجع الى ربه و مسؤول لا محالة
و ربه كان يرى جميع اقواله و افعاله و سيحاسبه عليها
فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ(16)
(اللام في القسم هنا زائدة)
و الله سبحانه و تعالى يقسم بالشفق
و هو الحمرة الباقية في الافق بعد غروب الشمس
وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ(17)
(وسق اي جمع)
و يقسم تعالى بالليل الذي يجمع المتفرقين و المنتشرين
في النهار(فافراد الاسرة مثلا يجتمعون في الليل
بعد ان فرقتهم الاعمال في النهار)
وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ(18)
(اتّسق اي اكتمل و اجتمع)
و يقسم تعالى بالقمر عندما يتمّ و يكتمل نوره في الليالي البيض
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ(19)
هذا هو جواب القسم
و هو ان الانسان لا بد ان يمرّ بالعديد من الاطوار
فمن النطفة الى الجنين فالولادة و الطفولة ثم الشباب
و الكهول ثم الهرم....و ايضا يمرّ في حياته بالعديد
من الحالات من صحة و مرض و غنى و فقر...
و هكذا فان الدنيا تبقى تتقلب و تتبدل باحوال اهلها
حتى يأتي يوم و يقفوا فيه جميعا بين يدي الله عز و جل
للحساب و الجزاء
فَمَا لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ(20)
فكيف لا يؤمنون مع ان الاسباب الموجبة للايمان
لا يبلغها الاحصاء في الافاق و في انفسهم
وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ(21)
و ايضا لا يُسلِّمون و لا يعترفون بالقرآن بل يعرضون عنه
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ(22)
ان الذين كفروا يكذبون بالحق مكابرة منهم و عناداً
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ(23)
و الله سبحانه و تعاى اعلم بما يضمرون في صدورهم
و بما يقترفون من ذنوب و معاصي
فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(24)
إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ(25)
انّ النار و العذاب الاليم هي جزاء لكل من كفر و كذّب
امّا المؤمنون فلهم اجر غير مقطوع و لا منقوص
و لا يُمنّ به عليهم