الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم
وَالْعَن اعْدَائِهِم
الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا
وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
تتمة ل آداب المسكن
البركة في البيت...
بركة البيت تكون بأمتثال الطاعات فيه من واجبات
ومستحبات وإجتناب المعاصي فيه، ومما يؤسف له
أن البعض يبحث عن أداء
بعض الأعمال المستحبة ليزيد رزقه وتكثر البركة
في بيته وهو لا يهتم لإرتكاب المحرمات وترك
الواجبات داخل البيت مع أن الأساس في وجود
البركة وزوالها في ذلك،
وأفضل الأعمال الورع عن محارم
الله عز وجل.
* الطاعات الموجبة للبركة في البيت
1 - الصلاة في أوقاتها.
والمشاهد أن كثيرا من المؤمنين يسهرون في الليالي
ثم تفوتهم صلاة الصبح، أو ينامون بعد الغداء من
غير صلاة فتفوتهم صلاة الظهرين.
2 – قراءة القرآن وذكر الله عز وجل.
روى الكليني عن الإمام أبي عبد الله
الصادق (عليه السلام) قال:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
«البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل
فيه تكثر بركته وتحضره الملائكة وتهجره
الشياطين ويضيئ لأهل السماء كما تضيئ
الكواكب لأهل الأرض،
وإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ولا يذكر الله
عز وجل فيه تقل بركته وتهجره الملائكة
وتحضره الشياطين».
«3 - إقامة مجالس أهل البيت (ع)»
فإن إحياء أمرهم في أحزانهم وأفراحهم يعني
الاتصال بمصدر البركة محمد وآل محمد عليهم
أفضل الصلاة والسلام.
4- إكرام الضيف وإطعام الطعام.
روى البرقي عن الإمام الصادق (ع) قال:
قال رسول الله (ص):
«الخير أسرع إلى البيت الذي يطعم فيه الطعام
من الشفرة في سنام البعير» ،
وفي نص آخر عنه (ص):
«البيت الذي يمتار منه الخبز، البركة أسرع إليه
من الشفرة في سنام البعير».
(المحاسن 2: 390)
ورواه الكليني بسند معتبر عند جمع من
علمائنا بنص مقارب وهو قوله (ص):
«إن البركة أسرع إلى البيت الذي يمتار منه
المعروف من الشفرة في سنام البعير أو من السيل
إلى منتهاه».
ومن المندوبات الباعثة على زيادة البركة:
كنس البيت وتنظيفه (حلية المتقين ص611)،
ووضع الشاة فيه (الكافي 6: 545)،
وجعل الخل والزيت في الإدام
(دعائم الإسلام 2: 112).
* المحرمات الموجبة لزوال البركة
1 – أن يكون قد اتخذ بيته من مال محرم أو لم يخرج
حق الله منه.
وقد روى الكليني بسند صحيح عن الإمام
الصادق (ع) قال:
« من كسب مالا من غير حله سلط الله عليه
البناء والماء والطين».
وروى أيضا عن الإمام الكاظم (ع) قال:
«إن الحرام لا ينمي، وإن نمى لا يبارك له فيه،
وما أنفقه لم يؤجر عليه، وما خلفه كان
زاده إلى النار».
وروى الصدوق عن الإمام الصادق (ع) أنه قال:
«إن لله بقاعا تسمى المنتقمة، فإذا أعطى الله عبدا مالا
لم يخرج حق الله عز وجل منه سلط الله عليه بقعة
من تلك البقاع، فأتلف ذلك المال فيها،
ثم مات وتركها».
(الأمالي ص87 المجلس9 ح8)
2 - مشاهدة الأفلام المحرمة والمثيرة للشهوات،
والاستماع إلي الأغاني.
والملاحظ تساهل كثير من الأهالي في ذلك فلا نهي
يوجه للأولاد في هذا الأمر.
روى الكليني بسند صحيح عن محمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن زيد الشحام قال:
قال أبو عبد الله (ع):
«بيت الغناء لا تؤمن فيه الفجيعة، ولا تجاب فيه الدعوة،
ولا يدخله الملك ».
3 – الاهتمام في بناء المنزل وتأثيثه بغرض
التفاخر والاستعلاء على باقي المؤمنين.
روى الشيخ الصدوق بسنده عن الإمام الصادق،
عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم،
عن رسول الله (ص) قال:
«ومن بنى بنيانا رياء وسمعة حمله يوم القيامة
من الأرض السابعة وهو نار تشتعل، ثم يطوق في عنقه،
ويلقى في النار، فلا يحبسه شئ منها دون قعرها،
إلا أن يتوب. قيل: يا رسول الله، كيف يبني رياء
وسمعة؟ قال: يبني فضلا على ما يكفيه استطالة
منه على جيرانه، ومباهاة لإخوانه».
4 - المبالغة في المشتروات وتزيين المنزل إلى
حد الإسراف المحرم.
روى الكليني بسند صحيح عن عدة من أصحابنا،
عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب،
عن علي بن رئاب، عن ابن أبي يعفور ويوسف بن عمارة،
قالا: قال أبو عبد الله (ع) :
«إن مع الاسراف قلة البركة».
5 – الغيبة.
وفي الحديث عن الإمام الصادق (ع) قال:
«إن الله يبغض البيت الذي يؤكل فيه لحوم الناس»
ومن المكروهات الموجبة لزوال البركة في البيوت
وفقا لما جاء عن أهل البيت (ع):
«اقتناء الكلب، ووضع تماتثيل ذوات الأرواح».
(حلية المتقين ص590 و607)
* من أهم الأعمال عند الانتقال إلى البيت
الجديد:
1 – الصلاة على محمد وآل محمد وقراءة
سورة التوحيد
فقد روى أبو الفتوح الرازي عن سهل بن سعد الساعدي
قال: جاء رجل من الأنصار إلى النبي (ص)
فشكا إليه الفقر وضيق المعاش،
فقال له رسول الله (ص):
«إذا دخلت بيتك فسلم إن كان فيه أحد،
وإن لم يكن فيه أحد فصل عليّ،
واقرأ {قل هو الله أحد} مرة واحدة، ففعل الرجل،
فأفاض الله عليه رزقا، ووسّع عليه حتى أفاض
على جيرانه».
2 – الوليمة عند الشراء أو إعطاء اللحم للمساكين
عند البناء.
فقد روى الكليني بسند صحيح عند جمع من
علمائنا كالسيد الخوئي (في النوفلي) عن علي بن إبراهيم،
عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (ع) قال:
قال النبي (ص):
«من بنى مسكنا فليذبح كبشا سمينا وليطعم
لحمه المساكين» ثم يقول: «اللهم أدحر عني
مردة الجن والإنس والشياطين وبارك لنا في بيوتنا»
«إلا أعطي ما سأل».
3 – حسن الجوار
فقد ورد أنه مما يزيد في الرزق والأعمار،
ويعمر الديار.
* ما ينفع لتفادي أعمال السحر والشر وخاصة
شر الجن في البيت الجديد:
1 – الصدقة
2 – كتابة آية الكرسي على رأس 8 أذرع
بشكل يلتف على الجدران إذا كان جدار البيت
فوق ثمانية أذرع.
(حلية المتقين ص588، عن البحار 73: 151)
وصلّ الله على محمد وآل محمد
وفقنّا الله تعالى لحسن مرضاته ولجميع طاعته
وتقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال
يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله
دمتم بعين الرحمن وحفظه