لمت شعرها المتناثر على أكتافها بإهمال .. وشكلته على طريقة الكعكة
ورفعته بقلمها .. وتمددت قليلا الى الوراء ..
ومن ثم نظرت الى هاتفها المحمول فوجدت ان الساعة
قد قا ربت الحادية عشر ليلا اي انها على جلستها هذه امام اطنان المسابقات منذ 4 ساعات ..
انهكها العمل وحرق كل الوحدات الحرارية المتبقية في جسمها الهزيل
فقامت الى المطبخ علّها تمده ببعض الطاقة .. وتسكت معدتها الخاوية
سكبت كوب حليب بارد وأخذت صحن فاكهة ..
ومرت بالصالة لتجد زوجها امام الحاسوب يحادث اخيه المسافر خارج البلاد عبر برنامج السكايبي و
طفليها التوأم هادي ومهدي مازالا يشاهدان التلفاز
فركت جبهتها وأخذت نفسًا عميقًا
لتضبط اعصابها والتي شارفت على الانفلات بشدة
والمكابح بسبب التعب المتواصل بالكاد تعمل
هي هكذا كان أهل البيت دائمي الحضور في تفاصيل يومها ..
ومع صلاتها على محمد وآل محمد
وامرتهما بالتوجه الى غرفتهما فورا
نظرا اليها وعيونهم تمتلأ رجاء
" ماما بس نحن ما تعشينا "
وكادت ان تنفجر صارخة في يحيى
" يا يحيى ارجوك قوم كلمني "
ولكن يحيى اكتفى برفع رأسه قليلا
وهنا امسكت الطفلين وخرجت من الصالة
سخنت العشاء الذي حضرته مسبقًا
ووكانت قد طلبت من يحيى ان يحضر الأطفال ويتناول معهم
ها 5 مغلفات من المسابقات التي يجب ان تصحح
ومراجعة درجات الطلاب واعداد بعض الإحصائيات
تناول طفلين الطعام وذهبا الى النوم
الى الصالة لتناقش يحيى بالأمر
فوجدته يرتب الغرفة بعد ان قلبها الأطفال رأسًا على عقب
وما ان انتهى حتى ناداها لتجلس بقربه
" شكرا لك يا زوجي لانك رتبت الغرفة نيابة عني "
وانفلت لسانها الذي لجمته قبل قليل
كلمة من هون ....... كلمة من هونيك
وكبر المشكل .. وصارت خناقة كبيرة
بمزاج سيء .. ليس لديها رغبة في النهوض من
الفراش ولا في الذهاب الى المدرسة
وهي موسيقة جميلة تنعش احاسيسك
وتجعلك تبتسم ليوم مليئ بالنشاط والفرح
اسندت ظهرها على السرير ولملمت اطرفها ..
ونظرت الى يحيى الذي ما زال نائما
هزته بلطف وطلبت منه النهوض
وفكرت ان تأخذ اجازة هذا اليوم
ولكنها سرعان ما مسحت الفكرة
من على سطح مكتبها اقصد من عقلها
فالغياب غير المبرر سيكلفها
خصم من راتبها مما يعني مبلغ
ولأنها ايضًا .. سيتحسن مزاجها اكثر وستنسى مشاكلها
ارتدت ثيابها .. وضعت اطباق الفطور الجميلة
على الطاولة ( فصديقتنا تهتم كثيرا بشكل الطعام .. )
وجهزت الاطفال للذهاب الى الروضة
وفي هذه الأثناء خرج يحيى من الحمام ارتدى ثيابها
واقترب منها وطبع قبلة على كتفها .. وصبح عليها
وفي هذه الأثناء .. جاء باص الروضة
تناولا طعامهما على عجل ..
وبعدها قامت مرح وجهزت حقيبتها وبعض وسائل الايضاح
وودعت زوجها فصديقاتها التي تمر يوميا لأخذها للمدرسة على وصول
ولكنه اقترح عليها ان يوصلها اليوم بنفسه
فطلب منها ان تتصل بصديقاتها وتعتذر
ولكن مرح رفضت بحجة ان صديقتها على وصول
فتضايق قليلا ولكنه لم يفصح
واعتقد انها ما زالت غاضبة مما حصل البارحة
وحدث نفسه ( كل ما في الامر ان الاولاد تأخروا في النوم ليلة واحدة من 365 ليلة .. ولم يتناولا عشاء صحيا .. بل كيسي شيبس لمرة واحدة ايضًا )
ولكن زوجتي .. تنتقل لها عدوى المدرسة الى البيت فتعاملني كطالب عندها
ممنوع الغلط .. الواجب يجب ان يحل وثيابي الوسخة ممنوع ان ترمى في الارض .. وموعد الاستحمام مقدس .. ووجبة العشاء الخفيفة والصحية يمنع استبدالها ببيتزا شهية اطلبها من الخارج
واذا ما خرقت ولمرة واحدة قوانينها الصارمة
واخذ يضحك في سره .. لأنه بالفعل يشعر انه طالب عندها
في المدرسة .. وقت الاستراحة دخلت مشرفة اللغة الانكليزية
الى غرفة معلمات المادة ووزعت عليه دعوات لحضور
محاضرة للدكتورة نائلة زاهد حول
كان الحضور الزامي ويمنع التغيب
وكان الموعد يوم الجمعة اي في يوم العطلة
استاءة المعلمات وتململن ولكن لم تتجرأ احداهن
همسة مرح في أذن رفيقتها ميساء الوحيدة التي فرحت بالدعوة
" اشعر انهم يستعبدوننا في هذه المدرسة .. ويطبقون نظرية ..
اعطيك فلسا .. وآخذ روحك "
هزت الصديقة رأسها وقالت بهمس ايضًا
" كفى بالله عليك .. الا يكفينا محاضرات .. نجلس ساعتين نستمع للنظريات
" لو لم تكن الدكتورة نائلة من ستلقي المحاضرة لقلت معك حق "
وبماذا تختلف نائلة عن غيرها ؟
" الدكتورة نائلة مبدعة في مجال الأساليب التربوية
ولا تكتفي بطرح النظريات انما تربطها ربطا وثيقا بالواقع المعاش
وترشدك الى كيفية التطبيق الناجح .. للوصول الى نتائج جيدة
كما ان محاضرتها غالبا ما تكون مليئة بمختلف الافكار والمعلومات
التي تساعدنا على تطوير ذاتنا والنجاح في حياتنا الاجتماعية
" سنذهب الجمعة ونرى .. فليس لدي خيار آخر .. اذهب يعني اذهب "
وقرع جرس نهاية الاستراحة وانصرفت كل معلمة الى فصلها
وفي نهاية الدوام اتصل يحيى بمرح ليخبرها
وافقت وحذرته من التأخر .. كالعادة
ولكن هذه المرة ايضًا تأخر
ومرح واقفة خارج بوابة المدرسة تحت اشعة الشمس الحارقة وقت الظهيرة تنتظره
وكانت على وشك ان توقف سيارة اجرى
الا انها رأت سيارته تركن امام البوابة
وابتسم في وجهها كان ما تأخر
كانت تغلي كطنجرة ماء تجاوزت حرارتها المئة بل مئتين بل اكثر
وكان يحيى كقارورة مياه نسيها احدهم في الثلاجة
جلست الى جانبها وقالت له بلهجة تهكمية .. جئت بسرعة
لم اقف في هذا الجو الحار ولم انتظر لنصف ساعة
" اوه حبيبتي .. سامحيني ولكن كنت احضر لك مفاجـأة "
مفاجأة .. وهل هناك اجمل من مفاجأة تأخرك كل هذا الوقت رغم تحذيري لك ..
" اتصلت والدتي وطلبت مني ان اذهب اليها واجلب لك وجبة ملوخية مع الدجاج والكثير من الحر التي تحبيها "
" شكرته بدون نفس .. ولم تنظر في وجهه .. حاول ان يمسك يدها .. ولكنها سحبتها .. وقالت
: امشي بسرعة .. فتأخرنا على الاطفال
فانطلق بسرعة كسرعة الدماء التي تجري في عروقه ..
نهضت مرح من سريرها باكرا على غير العادة في يوم العطلة
استغرب يحيى استيقاظها المبكر ولكنه لم يتجرأ ويسأل عن السبب
فقد تلقي عليها محاضرة تذهب النوم من عينيه وتنكد عليه يوم عطلته
فرفع الغطاء وغطى به وجهه كي لا يصل اليه نور الشمس الذي ملأ الغرفة بعد ان فتحت مرح الستائر
وبدأت في تنظيف المنزل وغسل الثياب والكوي ومسح الغبائر
بعد ساعتين تقريبا كانت الساعة قد قاربت 8:30 ايقظت التوأم المشاغب
لكي يفطران وبدأا في اعمالهما التخريبية .. والصراخ والمشاكل .. ومشاكسات الاطفال
فنهرتهما .. وبصوت عال طلبت منهما ان يخفضا اصواتهما فوالدهم نائم
سمع يحيى كل الصراخ .. فحوقل .. وحاول ان يعود الى النوم
فأصوات الأثاث التي تأز وصراخ التوأم وصوت التلفاز المرتفع
حرمه من لذة الاستراحة في اليوم الذي اقرته الدولة
قام من السرير .. ( منقرف .. من كلمة قرف ) مزاجه
كمزاجي بعد ليلة طويلة من الاستيقاظ المتكرر
حيث اصحو في الصباح ولا اقوى حتى على الابتسام
فاكره الشمس .. الذي اضاءت .. واصوات العصافير
وكل ما يحو بأن النهار قد حل .. وليل رحل
فتح خزانته ليرتدي ثيابه ..ليخرج قليلا يجلب فطور فرنسيا
بحث عن بذته الرياضية ولم يجدها
ولكنها لم تسمعه لان صوت المكنسة الكهربائية يصدح في المكان
مسك هاتفه المحمول واتصل على رقم المنزل الارضي
وكانت مرح قد انتهت من كنس الصالة
فنظرت الى الرقم فوجدته رقم يحيى
دخلت عليه الغرفة وكانت ترتدي
بنطال جينز ضيق وقد رفعت اطرافه قليلا
وبلوزة قطنية عارية الأكمام
وشعرها مرفوع بطريقة عشوائية
فاقترب منها ونسي ماذا يريد
وكان لا يزال يلف المنشفة حول خصره
وضع يده على خدها .. وهمس في أذنها
" صباح النور .. خير ماذا تريد مني "
واقترب منها حتى التصق بها
يحيى الاولاد في المطبخ .. وانا بطلع اكمل شغلي
احبطه ردها وهو الذي كان ينتظر ان تبادله مشاعر اللهفة والشوق ولكنها لم تفعل
ماذا .. لبستهم الجمعة الماضية نصف ساعة فقط ..
قلت لك نصف ساعة .. رائحتها اذكى من رائحة عطرك يا مهوسة النظافة
" هذا جزائي لاني احرص على نظافة ثيابك واناقة هندامك "
ارجوك اريحيني من حرصك الزائد هذا وتعالي لماذا استيقظتي باكرا اليوم
" حبيبي .. عندي محاضرة الساعة الرابعة عصرا .. ولا يمكنني التغيب .. كما ان والدتي دعتنا على الغداء .. فلن استطيع ان انظف المنزل وانهي اشغالي الا اذا استيقظت باكرا "
" لماذا لا تستقدمي خادمة لتساعدك .. مرة في الاسبوع
بدلا من ان تحرمي نفسك وتحرميني من الراحة في يوم الإجازة"
لماذا لم تخبريني ان والدتك دعتنا على الغداء فقد كنت انوي ان نخرج لنتغدا في الخارج ونصطحب الاطفال الى مدينة الألعاب
على كل الأحوال لا استطيع فميساء ستمر لتأخذني عند الساعة الثالثة ونصف
اذا اردت يمكنك ان تصطحب الاطفال
كنت انوي ان احضر فطور من الخارج
" لا داعي فأنا هادي ومهدي قد فطرنا
لا شكرا .. سأذهب واتناوله خارجًا
نعم ولكن لتريحني من مشاغبتهما قليلا واتمكن من انهاء الاعمال