~ســـــــــــــورة الـــمـطففيــــــــــن~
(2)
{تفسيــــــرها من الاية 18 الى 36}
كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ(18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ(19)
فيا ايها الضالين ارتدعوا عن التكذيب باليوم
الاخر
ففي هذا اليوم اعمال الابرار و كتبهم
ستكون
في مكان عال يتفق مع مقامهم و مكانتهم
كِتَابٌ مَّرْقُومٌ(20)
ان كتاب الابرار فيه علامات تدلّ على كريم افعالهم
و جليل صفاتهم
يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ(21)
و هذا الكتاب لا ريب فيه و هو محسوس
يراه و يشهد له كل من يقترب منه
إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ(22)عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ(23)
ان الله سبحانه و تعالى قد اعدّ لاهل البرّ
و الاحسان ثوابا جزيلا فهم سيجلسون
على الاسرة ينظرون و يتمتعون بابصارهم
بابهى المناظر في الجنة و اجملها
تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ(24)
و تدلّ ملامحهم على انهم يَنعمون ببهجة الجنة و بريقها
يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ(25)
و هم يُسقون من خمر(رحيق) صافٍ
خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ(26)
و هذا الخمر آخر طعمه مسك
فيا ايها الناس ان نعيم الجنة هو الذي يستحق السباق
و التنافس لانه باقٍ ببقاء الله اما حطام
الدنيا فالى زوال و فناء
وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ(27) عيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ(28)
ضمير (هو) في مزاجه يعود الى الرحيق
و هذا الرحيق ممزوج بماء من عين
اسمها تسنيم لا يشرب منها الا
المقربون الابرار
إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ(29)
ان المجرمين في الدنيا كانوا يتعالون على المؤمنين
و يسخرون منهم
وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ(30)
و اذا مرّوا بهم اشاروا بالاعين و الحواجب عليهم استهزاءً و سخرية
وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ(31)
و اذا رجعوا الى اهلهم رجعوا مُعجَبين
متلذّذين بالغيبة وذكر السوء
وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاء لَضَالُّونَ(32)
و اذا مرّوا بالمؤمنين قالوا انهم لضالّون
وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ(33)
ان الله سبحانه و تعالى ما ارسل الكفار
رقباء على المؤمنون ليحفظوا اعمالهم
و يحصوا حركاتهم
فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ(34)
في اليوم الآخر سيضحك المؤمنون من
المجرمين و سيكون ضحكهم حينها خير
و فضيلة لانه استخفاف باعداء الله
اما في الدنيا فان ضحك المجرمين من
المؤمنين هو جريمة لانه استخفاف باولياء الله
عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ(35)
و في اليوم الآخر سينظر الابرار الى
صنع الله باعدائه و اعدائهم و تنكيله
بمن كان يهزأ بهم و يضحكون عليهم
هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ(36)
(ثوّب=جُوزِيَ)
في الدنيا ضحك الكفار من المؤمنين فاضحك
الله المؤمنين من الكفار في الاخرة
فجوزيوا(اي أُثيبوا) واحدة بواحدة
و لكن
شتّان ما بين الاثنتين
