بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءعم أجمعين من الأولين والآخرين
ما صحة ما نسمعه من بعض منابر الحسينيات ان القرآن الكريم نزل في الامام علي عليه السلام, بشكل عام ومطلق وان كل حرف فيه يقصد به الامام علي عليه السلام ؟
وردت روايات كثيرة - فيهنّ صحاح ومعتبرات - في تأويل آيات من الذكر الحكيم لتطبيقه على أهل البيت والأئمة المعصومين (عليهم السلام)، ولا بأس في هذا المجال مراجعة التفاسير الروائية مثل (البرهان) و (نور الثقلين) و (الصافي). ولكن يجب التنبّه إلى هذه النقطة الرئيسيّة وهي: انّ التأويل غير التفسير كما ذكر في محلّه، إذ انّ التأويل يعطينا شأن نزول الآية والتطبيق في الخارج، وهذا لا يحدّد المعنى السيّال المستفاد منها الذي هو التفسير، وهذا هو دليل استمراريّة المفاهيم القرآنية إلى الأبد .
وبعبارة أوضح: ان الآيات القرآنية لها مفاهيم نتعرّف عليها من خلال التفاسير الصحيحة، وفي نفس الوقت لها مصاديق تشير اليها النصوص والآثار الواردة من المعصومين (عليهم السلام)، ولا تنافي بين هذين الوجهين للقرآن الكريم . ثمّ مع قبولنا هذا المبنى الصحيح لا يسعنا المساعدة على قول القائل بأنّ القرآن بمجموعه نزل في أمير المؤمنين (عليه السلام)، إذ من المتيقّن أن بعض الآيات قد نزلت في شأن أعدائه أو أنّ بعضها الآخر وردت لبيان أحكام شرعيّة، وهكذا كما هو واضح للمتأمّل .
مركز الأبحاث العقائدية
نسألكم الدعاء
أختكم الفاطمية
زينب قدوتي