[سر المكنون]

بسمه تعالى
اللهم صلِ على محمد وآله الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الاعتدال في الأكل والشرب





يقول "عليه السلام " :


واعلم يا أمير المؤمنين ان كل واحدة من هذه الطبائع تحب ما يشاكلها ، فاغتد (فاتخذ) ما يشاكل جسدك . ومن اخذ الطعام زيادة ( الا بان ) لم يفده ، ومن اخذ بقدر لا زيادةعليه ولا نقص ، غذاه ونفعه . وكذلك ( الماء .

فسبيلك ) ، ان تأخذ من الطعام من كل صنف منه في ايامه ، وارفع يدك من الطعام وبك اليه بعض القرم ، فانه اصح لبدنك واذكى ( ازكى) لعقلك ، واخف على (جسمك )نفسك ان شاء الله .





التوضيح :


الطبائع : اي الأخلاط الاربعة أو الامزجة الاربعة من الحار والبارد والرطب واليابس او الاربعة المركبة من الحار اليابس والحار الرطب والبارد اليابس والبارد الرطب .


يشاكلها : اي تطلب ما يوافقها , فصاحب المزاج الحار يطلب البارد والرطب يطلب اليابس وهكذا


فاغتذ : اي اجعل غذاءك


لم يغذه : اي لم يجعل الطعام غذاء لجسده , والحاصل إنك إذا تناولت من الغذاء أكثر من قدر الحاجة يصير ثقيلا على المعدة , وتعجز الطبيعة عن التصرف فيه , ولا ينضج ولا يصير جزء البدن ويتولد منه الأمراض , ويصير سببا للضعف .


وكذلك الماء : اي ينبغي ان تشرب من الماء ايضا قدر الحاجة .


سبيله : طريقه واكله وادامه (طريقتك التي ينبغي ان تسلكها وتعمل بها )


في أيامه : اي في كل يوم تأكل الطعام فيه او في اوقاته , فإن اليوم يطلق على مقدار من الزمان مطلقا


وقد ورد في بعض النسخ : في ابانه اي في حينه


القرم : محركة : شدة شهوة اللحم , ثم اتسع حتى استعمل في الشوق الى الحبيب وكل شيء


أصلح لمعدتك : اي يسهل عليها الهضم


ولبدنك : اي يصير جزءا له


ازكى لعقلك : اي أنمى لان الذكاء سرعة الفهم وشدة لهب النار وذلك لأن مع امتلاء المعدة تصعد الى الدماغ الأبخرة الردية فتصير سببا لغلظة الروح النفساني وقلة الفهم وتكدر الحواس .


اخف على جسمك : فان البدن يثقل بكثرة الاكل ..