[فرقان]

لماذا لم يولد الإمام المهدي في آخر الزمان بدلاً من العمر الطويل للإمام ؟

1. عالمية المهمة : الدعوة الإسلامية عالمية (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) إذ أن القائد يجب أن تكون قابليته عالمية فلا يمكن لأي شخص يولد متأخر في الزمان أن يكون عالمياً. الإمام العالمي هو الإمام الذي علمه يمرّ عبر الوحي من النبي صلى الله عليه وآله والأئمة وهذا يتحقق في شخص الإمام وبطول عمره حتى يصبح خلاصة الأنبياء والأئمة للقيام بمهمة يوم الظهور وهي هداية البشر ويكون معاصراً لكل محن الأنبياء والأئمة.

2. تكامل القائد : الله تعالى هو الكمال المطلق ودرجات التكامل لا نهائية وكلما وصل الفرد الى درجة استحق الدرجة التي تليها تبدأ بأول درجات الإيمان وتنتهي برضا صاحب الأمر أما كمال الإمام الحجّة (عجل) هو كمال مطلق بكمال الله سبحانه وتعالى لأنه مظهر تام أتمّ للصفات الإلهية والكمال الإلهي أي الوجود اللامتناهي للكمال، عن الإمام الصادق عليه السلام : " نزداد في كل جمعة"

فتفكّروا معي عن هذا الإمام العظيم "صاحب الأمر" بهذا السؤال :

إن كان الإمام في كل جمعة يزداد كمالاً فالإمام (عجل) بهذا العمر السديد الطويل كم جمعة مرّت عليه من الكمال ؟ ؟ ؟ والى أي درجة وصل علمه الشريف طالما حصّل كل هذه الدرجات من الكمال ؟ ؟ ؟

ويظهر كماله في تعامله مع شيعته فالكامل كيف يكمل ؟

بالتضحية من أجل المؤمنين ففي رسالته للشيخ المفيد: " إنّا غير مهملين لكم ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم الأواء (الكرب – الهلاك) واصطلمكم (أفناكم) الأعداء" .

فبطول الزمن والعمر ومعايشة هذا القائد للظلم والقهر فقد عايش جميع الممالك والحضارات والثقافات وجميع الأزمات فلو ولد آخر الزمان لبقيت ثقافته محدودة بأهل زمانه.

النتيجة :

هو هذا السؤال : متى يظهر الإمام المهدي ؟

الجواب :

بعد شرح الشرائط الأربعة التي مرّت مع رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة الخمسة من أصحاب الكساء نصل الى نتيجة أن ظهور الإمام المهدي أيضاً مرهون بتحقق تلك الشرائط الأربعة :

1. الأطروحة : أي الشريعة المحمدية وقد توفّر أناس في عصرنا متعمقون في بواطن الشريعة ووصلوا لفهم لب الدين الذي هو " معرفة الإمام المهدي والتسليم له" عندئذ نصل الى مقام ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) هنا يتحقق الهدف من الخلق والشريعة – شرط متحقق

2. استعداد القائد وكماله - شرط متحقق

3. الأمة – عنصري الناصر والمؤيد – غير متحقق بالكامل

لأن المطلوب هو الوصول بالأمة الى النصرة الحقيقية والإستعداد للتعامل مع الباطن والتسليم للإمام دون تفكير أو نقاش والإستعداد القلبي الصادق بالتضحية بكل شيء من أجل رفع راية الإسلام الحق.

4. القاعدة الشعبية- شرط متحقق لأن فقراء الناس والمستضعفين قد وصلوا الى درجة مزرية من المظلومية فهم ينتظرون الفرج والأمل الجديد الذي سيشرق عليهم وينشر العدالة.

هذه صورة عميقة من رسم حياة الرسول صلى الله عليه وآله الأئمة الأطهار وأن رسالتهم بنيت على علة الشرائط الأربعة وكذلك الإمام الحجّة يسير على نفس المنهج ظهوره يرتبط بتحقق الشرائط الأربعة : (المنهج والشريعة – القائد – الناصر المؤيد – والقاعدة الشعبية) لقد تحققت الشروط الثلاثة ما عدا واحدة وهو شرط "الناصر الحقيقي ذو المواصفات الخمسة"

1. التسليم

2. العلم والعقيدة

3. الزهد وترك حب الدنيا

4. والعشق حتى نتمكّن من التضحية من أجل المعشوق والمحبوب

5. وتقديس مولاتنا فاطمة

إذن شرائط الساعة هي شرائط أربعة بمواصفات خمسة

إذن من يمنع الإمام من الظهور؟

نحن – بعدم استعدادنا الى الآن لتقديم النصرة الحقيقية له روحي له الفداء

اللهم عجّل لوليّك الفرج والعافية والنصر، اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم واهلك أعداءهم

نسألكم الدعاء