صفتها وأخلاقها وجودها
صفتها
قال فاضل الفراتي في كتابه المنتخب من سيرة المعصومين عليهم السلام) :أشبه
الناس بأبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى في مشيتها وسكناتها
وحركاتها ومنطقها ، وكانت نحيفة الجسد ومشرقة الوجه.
أخلاقها
قالت عائشة:
جاءت فاطمة عليها السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه
الذي توفي فيه، فلما رآها رحب بها، وقال: مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن
يمينه، ثم سارها ، فبكت بكاء شديدا ، فلما رأى جزعها سارها ثانية ، فضحكت.
فلما قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلت لها: خصك رسول الله من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين ؟! أخبريني ماذا قال لك؟
قالت : ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سره.
فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلت لها: أسألك بالذي عليك من الحق أخبريني بما سارك به رسول الله؟
قالت: أما الآن فنعم، سارني المرة الأولى فقال: أن جبرئيل كان يعارضني
بالقرآن في كل عام مرة، وأنه عارضني به العام مرتين ، واني لا أرى الأجل
إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فاني أنا نعم السلف لك.
قالت و قال: انت اول اهل بيتي لحاقاً بي قالت: فبكيت لذلك ثم قال: أما
ترضين ان تكوني سيدة نساء هذع الامة او نساء العالمين؟ قالت فضحكت
------
لم يسمع يوما أن فاطمة تكبرت واصابها العجب أو الغرور لأن أباها رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم بل كانت على رغم نسبها الرفيع وموقعها الشامخ
متواضعة جدا في ملابسها وحياتها اليومية فمثلا كانت لها شملة( عباءة) قد
خيطت اثني عشر مكانا بسعف النخل ، وكانت تطحن الرحى بيدها حتى مجلت ( أي
تجمع ماء فيها بيد الجلد واللحم بسبب العمل).
وكانت فاطمة وهي إبنة خاتم الانبياء صلى الله عليه وآله وسلم مطيعة لزوجها
طاعة تامة لا تثقل عليه بالطلبات ابدا وترضى منه باليسير من المال والطعام
لأنها تعيش الآخرة في قلبها وعقلها فلم تكن الدنيا لها نصيب في فاطمة
ولذلك قال علي عليه السلام: ما أغضبتها يوما ولا أغضبتني، انها الحياة
المثالية.
وكانت تعتني إعتناءا عظيما بتربية الحسنين عليهما السلام وتعليمهما الآداب
والحكمة والعبادة واحترام الناس والإيثار ، كما وكانت تهتم بملابسها وإن
كانت بسيطة
جودها
قال جابر بن عبدالله الأنصاري :
أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقام أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك
عليه وطاف في منازل أزواجه فلم يصب عند واحدة شيئا فأتى فاطمة عليها
السلام فقال:
يا بنية هل عندك شيء آكله فإني جائع؟
فقالت: لا والله بأبي أنت وأمي.
فلما خرج من عندها بعثت إليها جاريتها برغيفين وقطعة لحم فأخذته منها
ووضعته في جفنة لها وغطت عليها وقالت: لاوثرن بها رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم على نفسي ومن عندي وكانوا جميعا محتاجين إلى شبعة طعام وبعثت
حسنا وحسينا عليهما السلام إلى رسول الله فرجع إليها فقالت: بأبي أنت وأمي
قد أتانا الله بشيء فخبأته.
قال: هلمي فأتته فكشفت عن الجفنة فإذا هي مملوءة خبزا ولحما فلما نظرت
إليه بهتت فعرفت انها كرامة من الله تعالى فحمدت الله تعالى وصلت على نبيه.
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : أنى لك هذا يا بنية؟
قالت: هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب .
فقال: الحمد لله الذي جعلك شبيهة بسيدة نساء العالمين في نساء بني اسرائيل
في وقتهم ، فإنها كانت إذا رزقها الله تعالى فسئلت قالت: هو من عند الله
ان الله يرزق من يشاء بغير حساب فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
إلى علي فأكل رسول الله هو وعلي وفاطمة والحسن والحسين وجميع نساء النبي
وأهل بيته جميعاوشبعوا وبقيت الجفنة كما هي.
قالت فاطمة عليها السلام: فأوسعت منها على جميع جيراني فجعل الله فيها البركة والخير كما فعل الله عز وجل لمريم عليها السلام.
|