عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2008, 11:38 PM   #4
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

سيدات نساء أهل الجنة: ودفاعها عن أبيها

لما بعث الله محمداً (صلى الله عليه وآله) بشيراً ونذيراً، شهدت زوجته
خديجة بنت خويلد وبناتها زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة: أن لا إله إلا الله
وأن محمداً رسول الله.

ولما اشتدّت عداوة قريش للنبي (صلى الله عليه وآله) كانت فاطمة تدافع عنه ما يلقى من كيد وأذى المشركين وسفهاء قريش.

فذات يوم جلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع بعض أصحابه: عبد الله بن
مسعود، وصهيب بن سنان الرومي، وعمار بن ياسر، في المسجد وهو يصلي وقد نحر
جزور وبقي فرثه - روثه في كرشه -.

فقال عمرو بن هشام: ألا تنظرون إلى هذا المرائي أيّكم يقوم إلى جزور بني
فلان فيعمد إلى فرثها ودمها فيجيء به ثم يمهله حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه.

فقام عقبة بن أبي معيط - وكان أشقى القوم - وجاء بذلك الفرث فألقاه على
النبي (صلى الله عليه وآله) وهو ساجد، فضحك سادات قريش وجعلوا يميلون
بعضهم على بعض من شدّة الضحك، وخشي أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)
أن يلقوا الفرث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فانسلّ صهيب الرومي
إلى بيت النبي (صلى الله عليه وآله) وأخبر فاطمة (عليها السلام) بذلك،
وظلّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ساجداً حتى أقبلت فاطمة فطرحت الفرث
عن أبيها، ثم أقبلت على أشراف قريش تشتمهم.

فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو قائم يصلي وقال:

اللهم اشدد وطأتك - عقابك الشديد - على مضر سنين كسني يوسف، اللهم عليك
بأبي الحكم - عمرو بن هشام - وعتبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، وأمية بن
خلف، وشيبة بن ربيعة.

فلما سمع سادات قريش صوت النبي (صلى الله عليه وآله)، ذهب منهم الضحك،
وهابوا دعوته. وقتل عمرو بن هشام، وعتبة، وعقبة، وأمية، وشيبة، يوم
بدر(28.



الهوامش


1 - الثغاء: صوت الشاة.

2 - الرغاء: صوت الناقة.

3 - السفّة: ما ينسج من الخوص كالزنبيل.

4 - الهفّة: السحاب لا ماء فيه.

5 - عنه مسند فاطمة: 148 ح 64.

6 - الرباعية: السن التي بين الثنيّة والناب (قاموس المحيط: 3/27).

7 - هشمت البيضة: انكسرت الخوذة (لسان العرب: 12/611).

8 - المجنّ: الترس (لسان العرب: 13/400).

9 - استمسك الدم: أي انقطع.

10 - 3/1416 ح 101. وفي ح 102، عن سهل بن سعد وهو يسأل عن جرح رسول الله
(صلى الله عليه وآله)؟ فقال: أمَ والله! إني لأعرفُ من كان يغسل جرح رسول
الله (صلى الله عليه وآله)، ومن كان يسكب الماء، وبماذا دوي جرحه. ثم ذكر
نحوه، وفي صحيح البخاري: 5/130، وسنن البيهقي: 9/31 (مثله).

11 - 1/102، الرسالة القشيرية: 72، وأخلاق النبي: 298، والمعجم الكبير: 41
(مخطوط)، وإتحاف السادة المتقين: 7/391، ومجمع الزوائد: 10/312 (مثله).

12 - 3/113.

13 - 237 ح 141، بكامل تخريجاته.

14 - الصبابة: الولع الشديد.

15 - السمل - بالتحريك -: الثوب الخلق، قوله: قد تهلّل أي الرجل من قولهم
تهلّل وجهه إذا استنار وظهر فيه آثار السرور، أو الثوب كناية عن انخراقه.

16 - يستحثّه الخبر: أي يسأله الخبر ويحثّه ويرغّبه على ذكر أحواله.

17 - أرشني، قال الجزري: يقع الرياش على الخصب والمعاش والمال المستفاد،
ومنه حديث عائشة: ويريش مملقها أي يكسوه ويعينه، وأصله من الريش كأنّ
الفقير المملق لا نهوض به كالمقصوص الجناح، يقال: راشه يريشه: إذا أحسن
إليه.

18 - القرظ: ورق السلم يدبغ به.

19 - يقال: ارتاح الله لفلان: أي رحمه.

20 - السغب: الجوع.

21 - قال الجزري: يقال للقطعة من الفرسان: رعلة، ولجماعة الخيل: رعيل،
ومنه حديث علي (عليه السلام): سراعاً إلى أمره رعيلاً، أي ركاباً على
الخيل.

22 - 137، عنه البحار: 43/56 ح 50.

23 - سورة النور: 63.

24 - 94 ح 155، عنه البحار: ج18: 30 ح 17 وج 43/250 ح 25.

25 - 15/ 35، عنه غاية المرام: 573 ح 10.

26 - عنه البحار: 20/95، ومسند فاطمة (عليها السلام) للتويسركاني: 205 ح 94.

27 - 325، عنه البحار: 17/232. ورواه في الخرائج: 1/108 ح 179 (مثله)، عنه البحار: 18/30.

28 - ص 100، إحقاق الحق: 25/289
.
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس