عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2011, 11:45 AM   #1
زينب الموسوي
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
العمر: 45
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
زينب الموسوي will become famous soon enoughزينب الموسوي will become famous soon enough
المرأة عند من سبق

المرأة عند من سبق
بقلم زينب عبدالله كاظم الموسوي
كانت هناك أمماً تعيش تحت سيطرة قوانين معينة أو خاضعة لكتاب خاص مثل الكلدان والروم واليونان فأما لدى الكلدان والآشوريين فقد كانت شريعة حمورابي تقضي بتبعية المرأة لزوجها وعدم استقلالها في الإرادة والعمل حتى أنّها إذا لم تطع زوجها في شيء من أمور المعاشرة أو استقلت بشيءٍ فيها كان له أن يخرجها من بيته أو يتزوج عليها وتُعامل بعد ذلك معاملة مُلك اليمين تماماً ولو أخطأت بشيءٍ فله أن يرفع أمرها إلى القاضي ثم يُغرقها في الماء إن ثُبت أقترافها لذنب ما.. وأما الروم ـ فقانونهم يعطي للبيت نوعاً من الاستقلال ويمنح لربّ البيت وهو الزوج ـ نوعاً من الربوبية بحيث كان يجب أن يعبده أهل بيته كما كان يَعْبُدُ هو من سبقوه من آبائه السابقين عليه في تكوين الأسرة وكان له الأمر التام في جميع ما يريده ويأمر به أهل البيت من زوجة وأولاد حتى القتل لو رأى الصلاح فيه ولا يعارضه أحد في ذلك ، وكانت نساء البيت كالزوجة والبنت والأخت أسوء حالاً حتى من الأبناء التابعين ، فلم تكن النساء أجزاء أصيلة في البيت بل كانت المرأة عندهم طفيلية الوجود تابعة في أمور حياتها بالمجتمع (المدني والبيتي) وزمام حياتها وإرادتها بيد ربّ البيت وهو أبوها إن كانت في بيت الأب أو زوجها إن كانت في بيت الزوج أو غيرهما ، يفعل بها ربها ما يشاء ويحكم فيها ما يريد ، فربما باعها ، وربما أقرضها لغيره للتمتع ، وربما أعطاها في مقابل حق يراد استيفائه منه كدين وخراج ونحوهما ، وبيده تدبير مالها إن ملكت شيئاً بالزواج أو الكسب مع إذن وليها لا بالإرث لأنّها كانت محرومة منه، وبيد أبيها أو واحد من سُراة قومها تزوجها وبيد زوجها تطليقها . وأما اليونان فالكيان العائلي عندهم متقومً بالرجال ، والنساء تبع لهم ، ولكن كلهم هؤلاء أي أصحاب القوانين قد ناقضوا أنفسهم بحسب الحقيقة في ذلك ، لأن قوانينهم الموضوعة كانت تحكم عليهن بالإستقلال ولا تحكم لهن إلاّ بالتبعية إذا وافق ذلك نفع الرجال , فكانت المرأة عندهم تُعاقب بجميع جرائمها إن إرتكبتها بالاستقلال ، ولا تُثاب لحسناتها ولا يرعى جانبها إلا بالتبعيّة وتحت ولاية الرجل ، إذن هذا بعينه من الشواهد الدّالة على أن جميع هذه القوانين كانت ترى المرأة جزءً ضعيفاً من المجتمع الإنساني ذات شخصية تبعية (وحسب) بل وكانت تقدر أنّها كالجراثيم المضرة المفسدة لمزاج المجتمع والمؤثرة على صحته ، غير أن للمجتمع حاجة ضروريّة إليها من حيث بقاء النسل، فيجب أن يُعتني بشأنها ، لكنها تذوق وبال أمرها إذا جنت أو أجرمت، ويحتلب الرجال درها إن أحسنت أو نفعت ولا تترك وإرادتها صوناً من شرها كالعدو القوي الذي يغلب فيؤخذ أسيراً يعيش طوال حياته تحت القهر إن جاء بالسيئة يؤاخذ وإن جاء بالحسنة لم يشكر عليها . هكذا كانت المرأة عند من سبق ، ومن هذا نستشف بأنّ الإسلام هو القانون الوحيد الذي بنى للمرأة كيانها وخلق منها إنساناً له مكانته ودوره في هذه الحياة وبشتى الميادين والمجالات ، وجعلها متساوية مع الرجل من حيث تعلق الإرادة بما تحتاج إليه البنية الإنسانية .
زينب الموسوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس