عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2008, 11:35 PM   #3
ريحانة المصطفى
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 17
ريحانة المصطفى is on a distinguished road
افتراضي

وكان عمّار قد باع سهمه الذي نفله رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من خيبر ولم يبق منه شيئاً فقال:

لك عشرون دنياراً، ومائتا درهم هجرية، وبردة يمانية، وراحلتي تبلغك أهلك، وشبعك من خبز البر واللحم.

فقال الأعرابي: ما أسخاك بالمال أيّها الرجل، وانطلق به عمار فوفّاه ما ضمن له.

وعاد الأعرابي إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أشبعت واكتسيت؟

قال الأعرابي: نعم، واستغنيت بأبي أنت وأمي، قال: فاجز فاطمة بصنيعها.

فقال الأعرابي: اللهم إنّك إله ما استحدثناك، ولا إله لنا نعبده سواك،
وأنت رازقنا على كلّ الجهات، اللهم أعط فاطمة ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت.

فأمن النبي (صلّى الله عليه وآله) على دعائه، وأقبل على أصحابه فقال:

إن الله قد أعطى فاطمة في الدنيا ذلك: أنا أبوها وما أحد من العالمين
مثلي، وعلي بعلها ولو لا علي ما كان لفاطمة كفؤ أبداً، وأعطاها الحسن
والحسين.

وما للعالمين مثلهما سيدا شباب أسباط الأنبياء، وسيدا شباب أهل الجنة.

وكان بإزائه مقداد وعمار وسلمان، فقال: وأزيدكم؟ قالوا: نعم يا رسول الله.

قال: أتاني الروح - يعني جبرائيل (عليه السلام) - وقال:

إنها إذا هي قبضت ودفنت يسألها الملكان في قبرها: من ربّك؟ فتقول: الله ربي؛ فيقولان: فمن نبيّك؟ فتقول: أبي؛

فيقولا: فمن وليّك؟ فتقول: هذا القائم على شفير قبري علي بن أبي طالب (عليه السلام).

ألا وأزيدكم من فضلها: إنّ الله قد وكل بها رعيلاً(21) من الملائكة يحفظونها من بين يديها ومن خلفها، وعن يمينها، وعن شمالها.

وهم معها في حياتها، وعند قبرها، يكثرون الصلاة عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها.

فمن زارني بعد وفاتي، فكأنّما زارني في حياتي.

ومن زار فاطمة، فكأنّما زارني.

ومن زار عليّ بن طالب، فكأنّما زار فاطمة.

ومن زار الحسن والحسين، فكأنّما زار علياً.

ومن زار ذرّيتهما، فكأنّما زارهما.

فعمد عمّار إلى العقد، فطيّبه بالمسك، ولفّه في بردة يمانيّة، وكان له عبد اسمه:

(سهم) ابتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر، فدفع العقد إلى المملوك،
وقال له: خذ هذا العقد فادفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنت له؛

فأخذ المملوك العقد فأتى به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخبره بقول عمار (رضي الله عنه).

فقال النبي (صلى الله عليه وآله): انطلق إلى فاطمة فادفع إليها العقد، وأنت لها.

فجاء المملوك بالعقد، وأخبرها بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأخذت فاطمة (عليها السلام) العقد وأعتقت المملوك، فضحك الغلام.

فقالت: ما يضحكك يا غلام؟ فقال: أضحكني عظم بركة هذا العقد: أشبع جائعاً،
وكسى عرياناً، وأغنى فقيراً، وأعتق عبداً، ورجع إلى ربّه(22).


المناقب لابن شهر آشوب

القاضي أبو محمد الكرخي في (كتابه)، عن الصادق (عليه السلام): قالت فاطمة
(عليها السلام): لما نزلت: (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم
بعضاً)(23) هبت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أن أقول له: يا أبة، فكنت
أقول:

يا رسول الله! فأعرض عني مرة، أو اثنتين، أو ثلاثاً، ثم أقبل عليّ فقال:

يا فاطمة! إنها لم تنزل فيك، ولا في أهلك، ولا في نسلك، أنت مني وأنا منك،
إنما نزلت في أهل الجفاء والغلظة من قريش أصحاب البذخ والكبر.

قولي: يا أبة، فإنها أحيى للقلب، وأرضى للرب. ثم قبل النبي (صلّى الله عليه وآله) جبهتي، ومسحني بريقه، فما احتجت إلى طيب بعده.

الخرائج والجرائح

روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلّى الله عليه
وآله) يأتي مراضع فاطمة فيتفل في أفواههم، ويقول لفاطمة: لا ترضعيهم(24).

شرح نهج البلاغة

قال الواقدي: وخرجت فاطمة (عليها السلام) في نساء، وقد رأت الذي بوجه
أبيها (صلى الله عليه وآله)، فاعتنقته، وجعلت تمسح الدم عن وجهه؛ ورسول
الله (صلى الله عليه وآله)، يقول:

اشتدّ غضب الله على قوم دمّوا وجه رسوله.

وذهب علي (عليه السلام) فأتى بماء من المهراس، وقال لفاطمة: أمسكي هذا
السيف غير ذميم. قال أيضاً: فلما أحضر علي (عليه السلام) الماء أراد رسول
الله (صلى الله عليه وآله) أن يشرب منه، فلم يستطع، وقد كان عطشاً، ووجد
ريحاً من الماء كرهها.

فقال: هذا ماء آجن، فتمضمض منه للدم الذي كان بفيه ثمّ مجّه.

وغسلت فاطمة به الدم عن أبيها (صلى الله عليه وآله)، فخرج محمد بن مسلمة
يطلب مع النساء، وكنّ أربع عشرة امرأة، قد جئن من المدينة يتلقّين الناس،
منهنّ فاطمة (عليها السلام)، يحملن الطعام والشراب على ظهورهنّ، ويستقين
الجرحى ويداوينهم(25).

كتاب أبان بن عثمان

إنه لما انتهت فاطمة (عليها السلام) وصفيّة إلى رسول الله (صلّى الله عليه
وآله) ونظرتا إليه، قال: لعلي (عليه السلام): أما عمّتي فاحبسها عنّي،
وأما فاطمة فدعها.

فلما دنت فاطمة (عليها السلام) من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ورأته
قد شُجّ في وجهه، وأدمي فوه إدماءً، صاحت، وجعلت تمسح الدم، وتقول: اشتدّ
غضب الله على من أدمى وجه رسول الله.

وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يتناول في يده ما يسيل من الدم فيرميه في الهواء، فلا يتراجع منه شيء.

قال الصادق (عليه السلام): - والله - لو سقط منه شيء على الأرض، لنزل العذاب(26).


قرب الإسناد

ومن ذلك: أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال:

دخلت السوق فابتعت لحماً بدرهم، وذرّة بدرهم، وأتيت فاطمة (عليها السلام) حتى إذا فرغت من الخبز والطبخ، قالت: لو دعوت أبي.

فأتيته وهو مضطجع وهو يقول: أعوذ بالله من الجوع(27).
ريحانة المصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس