بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءعم أجمعين من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله ربي جل علاه : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِى شِيَعِ الأَْوَّلِينَ(10) وَمَا يَأْتِيهِم مِّنْ رَّسُول إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ(11) كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِى قُلُوبِ الُْمجْرِمِينَ(12) لاَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَْوَّلِينَ(13) وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَآءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ(14) لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَـرُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ(15) من سورة الحجر
تفسير (فظلوا فيه يعرجون):
يظهر هذا المقطع القرآني ـ بوضوح ـ تصويراً لحال المعاندين، فلو أنّ باباً من السماء فتحت لهم وظلوا يصعدون وينزلون من خلاله، لقالوا: سحرت عيوننا وحجبت عن رؤية الواقع! (يبدو أنّ المراد من السماء هنا: الفضاء الخارجي الذي لا يمكن النفوذ منه بسهولة).
علماً بأنّ كلمة «ظلوا» تستعمل لاستمرار العمل في النهار وتقابلها كلمة (باتوا) من البيتوتة اللّيل.
ويميل إِلى هذا المعنى غالب المفسّرين ولكن العجيب أن بعض المفسّرين احتملوا عودة ضمير «ظلّوا» إِلى الملائكة، فيكون المعنى: أنّهم لو رأوا الملائكة تصعد وتنزل من السماء بأُمّ أعينهم لما آمنوا أيضاً.
ولكن إِضافة لعدم انسجام هذا الإِحتمال مع تسلسل الآيات السابقة واللاحقة التي تتحدث عن المشركين، أن ذكر الملائكة إِنّما ورد قبل ست آيات (فعودة الضمير إِلى الملائكة بعيد جدّاً) فإنّ هذا المعنى يقلل من بلاغة العبارة القرآنية، لأنّ القرآن يريد أن يقول أنّ المشركين لايستسلمون للحق حتى لو صعدوا وهبطوا من السماء مراراً في ساعات النهار.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء الثامن
نسألكم الدعاء
أختكم الفاطمية
زينب قدوتي