بعد أسبوع تقريبا عاد ثائر من عمله
كانت والدته بانتظاره كالعادة
أخبرته ام ياسر ما حصل ..
فاجأه الخبر
لم يصدق في بداية الأمر ولكن وجوده خالته عالية
وهي أكثرهم قربا منه ومكانتها في قلبه كبيرة
وتأكيدها صحة الأمر صعقه
فوقف وبصوت عال لم يعتادوا ان يسمعوه من ثائر قال :
فعلت ما تريدين .. وضعتيني تحت الأمر الواقع .. ولكن ماذا لو لم تعجبني ماذا ستفعلين وقتها .. انت تعرفين ان هناك مواصفات أطلبها في الزوجة .. لو لم أجدها في ابنة خالي كيف سأنسحب من الموضوع وكيف ستكون علاقتي مع خالي بل علاقتنا جميعًا مع خالي حينها ..
لماذا يا امي ؟ هل خفت ان اصبح عانس ؟ ولن تطرق اي فتاة بابنا لخطبتي ..
انت تعرفين مكانة خالي في قلبي لماذا يا امي لماذا ..
وانسحب كي لا يقول كلاما أكثر فهو عندما يغضب لا يعي ما يقول ..
لحقت به خالته
رأته يفتح باب السيارة
يهم بالخروج ..
فماكان منها ان فتحت الباب الثاني وجلست الى جانبه
أخذت تهدئه وتخبره بأن امه تريد فقط ان تفرح فيه ..
"كان تصرفها خاطئ ولكن حصل ما حصل ولعله خير "
أي خير يا خالتي
ارجوك قلت لها سلمي على هبة انا لا انكر انني فكرت فيها ولكن ليس ان تخطبها هكذا وبدون ان تسألني ماذا لو لم اكن جاهزا لذلك ؟
" كافي انها بنت خالك
خالك حبيبك
وانا اعرفها جيدا ..
ست بيت
وطباخة ماهرة
واجتماعية وطيبة واي واحد يتمناها هذا غير
جمالها "
وتغمز له
ابتسم بتهكم وقال :
" خالتي تعرفين ان كل هذا الكلام وان كنت اريده في زوجتي
لكن ليس هدفي
و ليس ضمن اولوياتي انا باختصار اريد
زوجة تحبني في الله ..
تراعي بيتها وزوجها وعيالها طلبا لرضا الله عز وجل ..
اريد زوجة تعينني على امر آخرتي قبل دنياي "
خالته فتحت عيونها على الآخر
وامسكت بيده وكـأنها تريد ان تقول له بارك الله فيك حبيبي
كم اصبحوا امثالك قلة في هذا الزمن
ولكنها لم تتكلم وتركته يكمل حديثه
" خالتي تعرفين طبيعة عملي
واني اغيب كثيرا والخطر كبير ..
إذا لم تكن زوجتي قوية بما فيه الكفاية لن تتحمل
وان لم تكن قد طلقت الدنيا ثلاثا
لن تصبر ..
وان لم تكن يا خالتي هذه الدنيا وما فيها آخر همها
لن تستطيع ان تكسب قلبي ولن تستمر معي "
واسند رأسه على أعلى مقعد السيارة وأغمض عينيه
فأحست خالته أنه يلتمس منها ان تطمئنه ..
بأن كل شيئ سيكون على أفضل حال وأنه سيجد بهبة زوجة في الدنيا وحورية في الآخرة ..
ولكن خالته لم تستطع ان تقول له اكثر من ..
" إن شاء الله خير .. خير يا حبيب خالتك "
تركته وعادت الى أختها ..
يتبع غدا