الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم
وَالْعَن اعْدَائِهِم
الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا
وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
آداب السلام وفضله وآداب الكلام
آداب السلام
السلام هو أسم من أسماء الله عز وجل الحسنى
و
الحمد لله الذي خلق الخلق وصورهم فأحسن صورهم،
وجعل اللسان والكلمة آية من آياته ودليلا
على عظيم خلقه،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
القائل:
(ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة
طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها
كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس
لعلهم يتذكرون)
يقول الله سبحانه "فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على
أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة"
ويقول عزّ وتعالى;
"لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا
على أهلها"
"وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها"
"هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين *
إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام"
أن التحية بالسلام من عوامل التآلف بين الناس
وإشاعة الأمن والمحبة فيما بينهم، ولذلك اختارها
الله سبحانه لتكون تحية أهل الجنة بعضهم مع بعض
وتحية الملائكة لهم، بعد تحية الله لهم عند دخولها،
قال تعالى:
"تحيتهم يوم يلقونه سلام"
وقال عزّ وتعالى; "ادخلوها بسلام آمنين"
و
"والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام
عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار"
و
"دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام"
ولذلك حث عليها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
في أكثر من حديث، منها:
"لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا،
ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟
أفشوا السلام بينكم"
والصيغة المشروعة للتحية هي في الحد الأدنى أن يقول
المبتدئ السلام عليك، ويستحسن أن يزيد،
ورحمة الله وبركاته،
وأن يكون بصيغة الجمع لقوله تعالى:
"وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها"
وثواب الحد الأدنى عشر حسنات
وكل زيادة بعشر.
قال الإمام الشهيد أبا عبد الله عليه السلام;
للسلام سبعون حسنة, ٦٩ (تسع وستون)
للمبتدأ وواحد للراد.
يكره أن يقول المبتدئ إن كان رجلا;
عليك السلام، فإنها تحية الموتى.
ويستحب للإنسان إذا دخل بيته أن يسلم وإن
لم يكن فيه أحد، وليقل:
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته،
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
إذا دخل أحدكم بيته فليسلّم
فإنّه ينزله البركة، وتؤنسه الملائكة.
قال رسول الله (ص):
"يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم تكن بركة عليك
وعلى أهل بيتك".
سأل الساباطيّ أبا عبد الله (ع) عن النساء كيف يسلّمن
إذا دخلن على القوم ؟.. قال المرأة تقول
" عليكم السلام "، والرجل يقول
" السلام عليكم "
عن أبي عبد الله (ع) قال:
يسلّم الصغير على الكبير، والمارّ على القاعد،
والقليل على الكثير.
عن أبي عبد الله (ع) قال: الإستئذان ثلاثة ..
أولّهنّ يسمعون، والثانية يحذرون، والثالثة إن
شاؤوا أذنوا، وإن شاؤوا لم يفعلوا فيرجع
المستأذن .
عن رسول الله (ص) قال: ليسلّم الراكب على الماشي ..
وإذا سلّم من القوم واحد أجزأ عنهم.
عن أبي جعفر ( ع) قال:
ينبغي للمؤمنين إذا توارى أحدهما عن صاحبه
بشجرة ثمّ التقيا .. أن يتصافحا.
عن الباقر (ع) قال:
إذا صافح الرجل صاحبه .. فالذي يلزم التصافح أعظم أجرا" من الذي يدع.
عن أبي عبد الله (ع) قال:
تصافحوا فإنها تذهب بالسخيمة.
[السخيمة: الضغينة، والحقد والموجدة
في النفس]
عن أبي عبد الله (ع) قال: ما صافح رسول الله (ص)
رجلاً قطّ فنزع يده ..حتّى يكون هو الذي ينزع
يده منه.
قال أمير المؤمنين (ع): إذا لقيتم إخوانكم
فتصافحوا وأظهروا لهم البشاشة والبشر، تتفرقوا
وما عليكم من الأوزار قد ذهب.
عن أبي عبد الله (ع) قال:
لايقبل رأس أحد ولايده .. إلاّ رسول الله (ص) أو
من أريد به رسول الله (ص) .
عن أبي الحسن (ع) قال:
من قبّل للرحم ذا قرابة فليس عليه شيء,
وقبلة الأخ على الخد، وقبلة الإمام بين عينيه.
عن أبي عبد الله (ع) قال:
ليس القبلة على الفم، إلاّ للزوجة والولد الصغير.
في كراهة السلام وألقاء التحية
وإذا كانت تحية السلام مشروعة فهناك أحوال استثنائية
تُكره فيها ومنها وجوب تركه...منها:
عن الصادق (ع) قال:
ثلاثة لايسلّمون: الماشي مع جنازة، والماشي الى الجمعة،
وفي بيت حمام.
إذا كان المّسلم عليه موجوداً في حمام فيكره إلقاء
السلام عليه،ولا يستحق جواباً إن سلم،
بل يكره.
تحاشى ألقاء السلام على من كان نائماً أو ناعساً.
من كان مصليا أو مؤذناً في حال الصلاة والآذان.
إذا كان المسّلم عليه يأكل واللقمة في فمه.
لا يّسلم عليه.... أما إذا كان على الأكل وليست اللقمة
في فمه فلا بأس بالسلام عليه.
يكره السلام على المشتغل بقراءة القرآن الكريم
والمشتغل بالدعاء والمستغرق فيه, كما يكره السلام
على المشتغل بالتلبية في الإحرام.
المرأة الأجنبية لا يسلم الرجل عليها، ولو سلم لم يجز
لها رد الجواب، وهي لا تسلم عليه ابتداء،
وإن سلمت لم تستحق جواباً، فإن أجابها كره
له ذلك.
الفاسق بارتكاب منكر ولم يتب لا يسلم عليه
ولا يرد عليه السلام.
وصلّ الله على محمد وآل محمد
وفقنّا الله تعالى لحسن مرضاته ولجميع طاعته
يُتبع في المرة القادمة....أن شاء الله
دمتم بعين الرحمن وحفظه