الجزء الخامس
بعد الظهر رجع هيثم الى المنزل
وهو ينوي مفاجأة زوجته بخبر تعيينه .. وسيدعوها على العشاء .. في أحد المطاعم التي تحبها سمر .. وخطط ايضًا ان يبقي زهراء عند والدته .. كي يحاول استرجاع لحظات من الماضي الجميل ..
( فهو وبعد ما داخل قلبه من مشاعر تجاه رهف .. احس بالذنب .. فأراد ان يتقرب الى زوجته من جديد .. فيشبع عواطفه ورغباته و حاجاته مع زوجته وحلاله )
على هذا الميناء اراد هيثم ان ترسو سيفنته .. ولكن رياح سمر كانت عاتية .. ولم تسمح له بأن يرسو بسلام او يقترب مجرد اقتراب من شواطئها ..
دخل المنزل فوجده هادئ
كأنه خال من السكان ...
بحث عنهم
دخل المطبخ
دخل الصالة
ثم دخل غرفة النوم
فوجد زهراء نائمة بسلام في سريرها
وسمع صوت الماء في الحمام
بدل ملابسه بهدوء وجلس على طرف السرير ينتظر
زوجته تنهي حمامها
وما ان خرجت حتى تفاجأت به واقتضبت ملامح وجهها
السلام عليكم
_ وعليكم السلام وخرجت الأحرف مرغمة
شفيه الحلو زعلان ...
_ ليش انت تسوي شي زعل .. ابد .. ما في شي
شقصدك بهل الكلام المبطن
_ انت عارف قصدي
لا يا شيخة .. انا جاي أغازل وفرحان .. وانت تتكلمي في الألغاز وملامح وجهك كأن مصيبة وقعت علينا ..
_ خير ليش فرحان لأنك كنت مع ست الحسن !؟
وبنبرة ملؤها الغضب والقهر ..
وهنا تبدلت ملامح هيثم .. وبدأ صوته يعلو
شفيك انت .. مين ست الحسن هذي .. الظاهر انت جنيتي ؟
_لا وتنكر بعد ... يا هيثم انا سمعت صوتها وانا اكلمك في الهاتف
استغرب من كلامها .. فهو لم ينتبه لجل ما حصل .. عند الظهر في مكتبه
وصمت لبرهة يفكر بكلامها ويحاول ان يفهم ما تقوله
ولكنه لم يفلح بالأمر
قاطعته سمر : ها ما لقيت كلام تقوله .. يا أيها المثالي ..
تخوني .. انا سمر .. تخوني مع وحده زي هذي .. جالس معاها ... وسمعتها تكح .. تركتني على الهاتف وما رعيت مشاعري .. شفيك رهف ... بسم الله عليك ( وتزيد من عندها كلام ما قاله ... ولا أعرف السبب )
لا زالت الصدمة على وجه هيثم .. يحاول ان يستوعب كلام هذه المرأة
ولكنها حينما وصفته بالخائن .. ثارت ثائرته وبدأ ينبش اوراق الماضي ..
ويذكر لها كل عيب وزلة ... كل تقصير وخطأ .. لم يرحم ضعفها .. ولم ترحم كبرياءه
اتهما واتهمته .. قسا عليها .. وجرحته ..
انتقدها ولم يترك حتى أنفها ..
واستشرست هي في الدفاع عن نفسها ... بسبه وشتمه
وبالغا في وصف الوقائع ... ليسجل كل منهما نقطة لصالحه وكأنها معركة .. بين عدوين ..
ونسيا انهما زوجين .. يجب ان يكون بينهما مودة ورحمة
وعلى صوت الصراخ استيقظت زهراء
فذهبت إليها سمر .. حملتها وحاولت اسكاتها ..
وبعد ان هدأت .. وقف هيثم وبكل ثقة وبابتسامة صفراء ..
وبنبرة ملؤها الاستهزاء
قال ... :
انت امرأة نكدية .. تتفننين .. في تعكير مزاجي .. ولكن اليوم لن أسمح لك
فيا هانم انا اليوم أصبحت مدير الفرع الجديد للشركة .. وكنت انوي ان احتفل معك بأسعد أيام حياتي .. وحجزت في أرقى مطاعم المدينة .. وبالتحديد في المطعم الذي تعشقينه .. واتفقت مع والدتي ان نبقي زهراء عندها .. لنقضي معًا وقتًا جميلا
ولكنك .. بقلة ثقتك بي .. وبنفسك ..
وبظنك السيء .. ولأنك تحبين النكد والمشاكل ومهارة في إشعال المعارك
فوتي على نفسك الفرصة .. ويبدو انك خسرتي الليلة وستخسرين الكثير في الأيام القادمة ..
وربما أكون انا أحد تلك الخسائر
انا رهف .. فقد عينت نائب لي .. وكانت في مكتبي تبارك لي ..
ولكنك امرأة غيورة وشكاكة ..
وخيالك واسع .. افتعلتي كل هذه المشكلة التي ليس لها أصل
ولكني الأن سأخرج لأحتفل بنجاحي .. مع أشخاص ناجحين مثلي
يحبون المرح ويكرهون الحزن والكآبة
خرج صافعا الباب خلفه بقوة
تاركا آلاف الصفعات على قلب سمر وروحها ..
يتبع