اليوم كان أسعد ايام هيثم العملية
فقد استلم ملف تعيينه مدير الفرع الجديد للشركة
كان سعيدا بتحقيق أهدافه .. ينظر الى انجازه بفخر
يرسم المستقبل بألوان النجاح الزاهية
وبسرعة أراد ان يفرح قلب والدته
اتصل بها .. وكم فرحت لسماع هذا الخبر
باركتله بحرارة ودموع الفرح تساقطت على وجنتيها
احس هيثم بصوتها الذي كان مزيج من الفرح والبكاء
كان اتصالا حميما بين والد بار ووالدة معطاءة حنونة
وبعدما انتهى من الاتصال .. اراد ان يتصل بزوجته ليخبرها
ولم يلقى ردا حتى فصل الهاتف الاتصال بشكل تلقائي
أعاد المحاولة اكثر من مرة ولم يلق جوابًا
اتراها كانت نائمة مثلا
الساعة الواحدة ظهرا؟
وهكذا ظن بها ... ظن السوء
وبهذه الأثناء دخلت رهف مكتبه مهنئة مديرها الجديد
وتجذابا اطراف حديث عادي بارد
خير 10 اتصالات .. شغلت بالي
وين كنت .. حرقت الهاتف وانا اتصل
انت مو داري انه زهراء تصحيني قبل الفجر
انت الحين متصل تسمعني هذا الكلام
واراد ان يغير الحديث فهو فرح جدا ويريد مشاركة الفرحة
ولكن في هذه اللحظة بالتحديد
كانت رهف تشرب بعض الماء والذي شرقت به
سمعت سمر الصوت الكحة
وبعدها صوت زوجها الذي كان يكلم رهف بشكل
عفوي متناسيا زوجة غيورة على الهاتف
ورهف بصوت مبحوح طفولي وعيون مليئة بالدموع
)هنا أغلقت سمر الهاتف .. والغضب والغيرة وكل مشاعر الحزن اجتاحتها في لحظة )
اعذرني يجب ان اخرج وقطعت عليك اتصالك مع زوجتك
تبعتها عيونه حتى أغلقت الباب خلفها
وسرح بعيدًا .. الى مكان لم يتمنى يومًا
ان يسافر اليه خياله
ونبضات قلب تحكي حالة غير طبيعية
استعاذ بالله من الشيطان الرجيم
ولم ينتبه ان زوجته قد سمعت ماجرى ..
( كرهتك في هذه اللحظة يا هيثم .. لأنك ما اكترست لمشاعر هذه الزوجة الحزينة المهملة التي كانت تحتاج منك بعض الإرشادات .. والوقوف بجنبها .. في تجربتها مع الأمومة .. كانت تحتاج منك النصح .. كانت تحتاج منك محاورتها بحب .. واخبارها بما ترغب
وتحب .. ان تساعدها على تنظيم نوم الطفلة لا ان تتركها وتنام بمفردك .. فمن قال ان كل هذه المسؤوليات تقع على عاقها وحدها
كرهتك بجد .. لأنك تفكر نفسك مثالي وانت لست كذلك )