لماذا تمتنع الفتيات عن ارتداء الحجاب؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
لماذا تمتنع الفتيات عن ارتداء الحجاب؟
أوجب الله تعالى على المرأة الحجاب صونًا لعفافها، و حفاظًا على شرفها ، و
عنوانًا لإيمانها .. من أجل ذلك كان المجتمع الذي يبتعد عن منهج الله مجتمعًا
مريضًا يحتاج إلى العلاج الذي يقوده إلى الشفاء و السعادة
بالرغم من ذلك هناك الكثير من المسلمات اللواتي لا يرتدينَ الحجاب قانعاتٍ
أنفسهنّ بأعذار و حجج سنرى كم هي واهية و نناقش كلّ منها على حدة ,,
~ العذر الأول
قالت الأولى : " أنا لم أقتنع بعد بالحجاب "
نسألها سؤالين :
الأول : هل هي مقتنعة أصلاً بصحة دين الإسلام؟
إجابتها بالطبع نعم مقتنعة ..
فهي تقول : " لا إله إلا الله " و يُعتبر هذا اقتناعها بالعقيدة ،
كما تقول: " محمد رسول الله " و يُعتبر هذا اقتناعها بالشريعة ،
فهي مقتنعة إذاً بالإسلام عقيدةً و شريعةً و منهجًا للحياة .
الثاني : هل الحجاب من شريعة الإسلام و واجباته؟
لو أخلصت هذه الأخت و بحثت في الأمر بحْث من يريد الحقيقة لقالت : نعم .
فالله سبحانه وتعالى الذي تؤمن بألوهيته أمَرَ بالحجاب في كتابه ، والرسول
الكريم الذي تؤمن برسالته أمر بالحجاب في سنته.
بسم الله الرحمن الرحيم
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }
صدق الله العظيم
~ العذر الثاني
قالت الثانية : أنا مقتنعة بوجوب الزي الشرعي و لكن والدتي تمنعني لبسه،
و إذا عصيتها دخلت النار.
يجيب على عذرها أكرم خلق الله الرسول (ص) بقول وجيزٍ حكيمٍ :
" لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " .
مكانة الوالدين في الإسلام ـ و بخاصة الأم ـ سامية رفيعة فالله تعالى قرنها
بأعظم الأمور و هي عبادته و توحيده
{ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً }
[النساء:36].
فطاعة الوالدين لا يحد منها إلا أمر واحد هو: أمرهما بمعصية الله ، قال تعالى :
{ وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا }
[لقمان:15].
ولا يمنع عدم طاعتهما في المعصية في الإحسان إليهما و برهما ، قال تعالى:
{ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً }
[لقمان:15].
~ العذر الثالث
جاء دور الثالثة ، فقالت :
الجو حار في بلادنا و أنا لا أتحمله ، فكيف إذا لبست الحجاب.
لمثل هذه يقول الله تعالى :
{ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ }
[التوبة:81].
كيف تقارنين حر بلادك بحر نار جهنم ؟
اعلمي أن الشيطان قد اصطادك بإحدى حبائله الواهية ليخرجك من حر الدنيا
إلى نار جنهم، فأنقذي نفسك من شباكه ، و اجعلي من حر الشمس نعمة لا
نقمة، إذ هو يذكرك بشدة عذاب الله تعالى يوم يفوق هذا الحر أضعافاً مضاعفة.
~ العذر الرابع
أما عذر الرابعة فقد كان :
أخاف إذا التزمت بالحجاب أن أخلعه مرة أخرى، فقد رأيت كثيرات يفعلن ذلك!
و إليها أقول : لو كان كل الناس يفكرون بمنطقك هذا لتركوا الدين جملة و
تفصيلاً، و لتركوا الصلاة لأن بعضهم يخاف تركها ، و لتركوا الصيام لأن كثيرين
يخافون من تركه .. إلخ
أرأيت كيف نصب الشيطان حبائله مرة أخرى فصدك عن الهدى ؟
قال رسول الله (ص) : أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل .
لماذا لم تبحثي عن الأسباب التي أدت بهؤلاء إلى ترك الحجاب حتى تجتنبيها
و تعملي على تفاديها؟
~ العذر الخامس
و قالت الخامسة :أخشى إن التزمت بالزي الشرعي أن يطلق علي اسم
جماعة معينة و أنا أكره التحزب ..
إن في الإسلام حزبين فقط لا غير، ذكرهما الله في كتابه الكريم ;
الحزب الأول :
هو حزب الله ، الذي ينصره الله تعالى بطاعة أوامره و اجتناب
نواهيه و اجتناب معاصيه،
الحزب الثاني :
هو حزب الشيطان، الذي يعصي الرحمان و يكثر في الأرض الفساد، و أنتِ
حين تلتزمين أوامر الله و من بينها الحجاب تصيرين مع حزب الله المفلحين،
أو تكونين من أتباع الشيطان و أوليائه من المنافقين و الكفار.
و بئس أولئك رفيقًا.
~ العذر السادس
ها هي السادسة تقول :
قيل لي إذا لبست الحجاب فلن يتزوجك أحد لذلك سأترك هذا الأمر حتى
أتزوج !
إن زوجًا يريدك سافرة متبرجة عاصية لله هو زوج غير جدير بك، زوج لا يغار على
محارم الله، و لا يغار عليك، و لا يعينك على دخول الجنة و النجاة من النار.
إن بيتًا بني من أساسه على معصية الله و إغضابه حق على الله تعالى أن
يكتب له الشقاء في الدنيا والآخرة
كما قال تعالى:
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}[طـه:124].
و بعد، فإن الزواج نعمة من الله يعطيها من يشاء، فكم من متحجبة تزوجت،
و كم من سافرة لم تتزوج و إذا قلت: إن تبرجي وسفوري هو وسيلة لغاية
طاهرة ، ألا و هي الزواج ، فإن الغاية الطاهرة لا تبيح الوسيلة الفاجرة في
الإسلام، فإذا شرُفت الغاية فلا بد من طهارة الوسيلة ؛
لأن قاعدة الإسلام تقول : الوسائل لها حكم المقاصد
~ العذر السابع
و أما قول السابعة فكان
" أعرف أن الحجاب واجب، ولكنني سألتزم به عندما يهديني الله "
نسأل هذه الأخت عن الخطوات التي اتخذتها حتى تنال هذه الهداية الربانية؟
فنحن نعرف أن الله تعالى قد جعل بحكمته لكل شيء سببًا، فكان من ذلك أن
المريض يتناول الدواء كي يشفى، والمسافر يركب العربة أو الدابة حتى يصل
غايته، و الأمثلة لا حصر لها ..
فهل سعت هي جادة في طلب الهداية ، و بذلت أسبابها :
من دعاء الله تعالى مخلصة ..
كما قال تعالى:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
[الفاتحة:6].
و مجالسة الصالحات فإنهن خير معين على الهداية و الاستمرار فيها ، حتى
يهديها الله تعالى، و يلهمها رشدها و تقواها فتلتزم بأوامره تعالى و تلبس
الحجاب الذي أمر به المؤمنات ..
~ العذر الثامن
وما قول الثامنة؟
قالت : الوقت لم يحن بعد و أنا ما زلت صغيرة على الحجاب ،
و سألتزم بالحجاب بعد أن أكبر و بعد أن أحج .
ملك الملوك زائر يقف على بابك ينتظر أمر الله حتى يفتحه عليك في أي لحظة
من لحظات عمرك.
قال تعالى :
{فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}
[الأعراف:34].
الموت لا يعرف صغيرة ولا كبيرة، وربما جاء لك وأنت مقيمة على هذه المعصية
العظيمة تحاربين رب العزة بسفورك وتبرجك.
~ العذر التاسع
جاء دور التاسعة فقالت :
إمكانياتي المادية لا تكفي لاستبدال ملابسي بأخرى شرعية.
و هذه نقول لها في سبيل رضوان الله تعالى و دخول الجنة يهون كل غال
و نفيس من نفس أو مال.
~ العذر العاشر
وأخيرًا قالت العاشرة :
لا أتحجب عملاً بقول الله تعالى :
{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}
[الضحى:11]
فكيف أخفي ما أنعم الله به علي من شعر ناعم و جمال فاتن؟
وهذه تلتزم بكتاب الله و أوامره ما دامت هذه الأوامر توافق هواها و فهمها،
و تترك هذه الأوامر نفسها حين ، لا تعجبها، و إلا فلماذا لم تلتزم بقوله تعالى:
{وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا}
[النور:31]
و بقوله سبحانه:
{يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}
[الأحزاب:59].
إن أكبر نعمة أنعم الله بها علينا هي نعمة الإيمان والهداية،
فلماذا لم تظهري و تتحدثي بأكبر النعم التي أنعم الله بها عليك و منها الحجاب
الشرعي؟
فلتعلمي يا أختاه انك درة مكنونة و جوهرة مصونة يريد الله ان يسترك
من نهش الاعين ..
مما راق لي تحياتي العطرة
نسالكم الدعاء
دمتم بخير
__________________
خذلت الحب و قلبك مال .. لدنيا من الذهب و المال
نسيت الله الغني و حبه .. بنيت على الفلس آمال
إذا بكرة إنختم عمرك ..شيضل عندك تحت الرمال
فقير و ثروتك راحت .. رصيدك صفحة الاعمال
|