السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجزء الثاني
فتحت سمر الخزانة وهي تضع يدها أسفل بطنها
فقد كان الطفل المنتظر يضغط بشكل قوي نحو الأـسفل
ومن ثم أخرجت حقيبة المستشفى لتجهيزها
فهاهي أشهر الحمل قد مضت مسرعة
وهي الآن في شهرها الآخير وتنتظر قدوم طفلتها في أي لحظة
وبدأت تخرج ثياب المولودة تتأملهم وترتبهم وتحاول ان تختار ما تحتاجه لوضعه في
وهي على هذه الحال دخل هيثم الى المنزل
فنادته وهي جالسة في مكانها ..
فقد كانت متعبة فالنهوض والجلوس المتكرر مهمة شاقة بالنسبة لها
وسلم عليها بلهفة مصتنعة لاحظتها سمر ولكنها كتمتها في قلبها
وبعد ان ارتاح قليلا طلبت منه مساعدتها
فاستجاب لها ووقف يناولها بعض الأغراض من الخزانة
وهو على هذه الحال لمح في أسفل الخزانة طرف فستان
عليه أكوام من الأغراض وهذا الثوب كانت تلبسه
ويثيره ملمسه الحريري و لونه الأحمر القاني
وانسيابه على تفاصيل جسدها
وجده في قاع الخزانة مهملًا
وحزن على حاله .. وفي سره قال
انا وانت أيها الفستان الجميل متشابهان
انت لم تعد تنفع لأن مقاسك صغير
وانا مهمل لأن مقاسات الحياة الزوجية
وقال لها بصوت مبحوح فيه لمحة حزن
فضحكت سمر بألم ولم تعلق بل أنزلت رأسها
واكملت عملها .. وكلمته رغم سطحيتها
فلها مغزى كبير .. فهمته .. ولكن ليس لديها
الوقت والقدرة على التغيير
نفضت الأفكار السلبية من رأسها
وتجاهلات نداءات زوجها الخفية المستغيثة
حال زوج أهملته وخاصة في الشهور الأخيرة
فأصبحت ممارسة العلاقة الحميمة شيء
بالغ الصعوبة بالنسبة لوضعها
وهو لأنه يحبها لم يجرحها او يحرجها
اما هي لم تتفهم حاجته كرجل
وله زميلات يهتممن بمظهرهن
ان لها زوج يخرج من المنزل
ويخفض بصره خوفا من عقاب الله ..