الدرس السادس
المعاد
أوجدنا الله تعالى في الدنيا ليبتلينا ويمتحننا لنتهيأ ونحدد مستقبلنا في الآخرة، فكل إنسان بسلوكه في الدنيا يبين لنفسه مصيره في الآخرة أما أن يكون مصيراً سعيداً أو شقياً والعياذ بالله ...
ما معنى الإعتقاد بالمعاد؟
هو أن نعتقد بأن الله تعالى يبعث الناس بعد موتهم من قبورهم في خلق جديد يوم القيامة لغرض المحاسبة والجزاء فيثيب المطيعين ويعذب العاصين ويجازي كل واحد بحسب أعماله التي قام بها أثناء حياته.
لماذا هذا الحساب فلو دخل الناس كلهم إلى الجنة أليس هذا من رحمة الله تعالى؟
الله سبحانه وتعالى كلف العباد بأمور في عالم الدنيا وسمي هذا بالتكليف، وهي فروع الدين العشرة: الصلاة، الصوم، الحج، الجهاد، الزكاة، الخمس، الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، الموالاة لأهل البيت (ع)، والبراءة من أعدائهم، إضافة إلى الاعتقاد بأصول الدين قبل ذلك.
فكل مكلف ثبت على هذه العقيدة الصحيحة والتزم بالتكاليف الشرعية المطلوبة منه فإنه مطيع لله سبحانه وتعالى، وكل من لم يلتزم ولو بواحدة من هذه الواجبات فهو عاص لله تعالى .. فكيف يساوي الله تعالى بين المطيع والعاصي؟!
فالمساواة بينهما يعتبر ظلم للمطيع بل لابد من التمييز بينهما، فالمطيع ثوابه الجنة خالداً فيها، والعاصي جزاؤه جهنم وبئس المصير، قال تعالى: ( لا تستوي الحسنة ولا السيئة) فصلت 34، وقال تعالى: ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) الزلزلة 8.
في الختام
لذا .. علينا أن نلتزم بعقيدتنا ونكون مدافعين عنها بتعاليم ديننا الحنيف، وأن لا نرتكب المعاصي لأن الله تعالى مُطلع على أعمالنا ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة غلا أحصاها.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتمسكين بعقيدتنا والملتزمين بتعاليم ديننا الحنيف لنكون من المغفور لهم والمرحومين يوم القيامة بحق محمد وآله الطاهرين.