لنفكر بمنطقـ / نحو رسائلـ البريد !
بسمـ اللهـ الرحمنـ الرحيمـ
اللهمـ صلِّـ علىـ محمد وآلـِ محمد
لنفكر بمنطق / نحو رسائل البريد !
حينَ تغزُو التكنولوجيا الجَو ، نتمنى لها لو تغزُو العقل أحياناً !
أنا حَقاً لا اعلمُ سِرَّ الطابع الغريب الذي تحملهُ الرسائل البريدية المعاصرة ، أَهو اعتقاد
أم اقتناع أم خوف ! أم هو سنةٌ أتخذها البعض منهاجاً له .
نصف الرسائل البريدية اليوم تحملُ عناويناً تُجنبكَ رؤيتها أو حتى الخوض بأعماقها
( ديليت فوراً ) ، و البعض الآخر بل الأغلب في نهايتها تحصد المفاجأة .
منذ فترةٍ قصيرة لفتت انتباهي مجموعة رسائل ؛ لو قرأتها لكنت لتشتهي البكاء و الضحك
و الغضب و السخرية بوقتٍ واحد !
لنتحدث ( بيني و بينكم ) قليلاً :
هل وصلتكم رسالة بعنوان – محلوف علي أرسلها ؟ -
وَ يعني محلوف ؟!
هل سألتَ عن حكم الحلف إن وُجب عليكَ العمل به أم لا بحق هذه الأمور التافهة
التي تصل إليك و بلا قيمة ( باستثناء بعض الرسائل )
حسناً ، ننتهي من هذا و نخرج إلى نمط آخر جميل :
- أقسمت عليك بحق العزيز الجبار المهين إلا أرسلتها إلى جميع الموجودين عندك -
خير إن شاء الله ، و إذا ما أرسلتها بموت ؟!
غريب / لهذه الدرجة الحلف سهل يسير !
و الأغرب / أن الكثير ينصاع و يُرسل لقائمة المضافين لديه ، .
ثم يخرجون بنمط أجمل :
- ترى إن ما أعدت إرسالها بتجييك مصيبة و الله ناس أهملوها و طاحوا و ما قاموا !-
؟!! يا كافي ، عافانا الله
هذا النوع من الرسائل بالذات يصيبك بنوع من الذهول فتودُّ لو تلقى جواباً لسؤالك :
كيف يفكر هؤلاء ؟ و ماذا يعني لهم القضاء و القدر ؟ و ماهي أسباب المصيبة ؟
أرسالةٌ ( لا تودي و لا تجيب ) تكونُ سبب لكارثة أو حادث !
رسالة تحمل معنى آخر - أرسلها لـ 10 أشخاص ( لاحظوا التحديد 10 ) و ستسمع
خبر يسعدك الليلة ( قالوا الليلة يعني الليلة و إنت ارسل و إنت ساكت و مبسوط ) ،
و بصيغة أخرى - أرسلها و انتظر خير -
يعني حط يدك على خدك و قول : يالله الخير !
الرزق و السعادة و الخير لا يُجنى من وراءِ رسالة بريد أو هاتف متنقل أو غيره ، و لو منح هؤلاء أنفسهم فرصة التفكير لوجدوا أن ( الابتسامة و الصدقة و الكلمة الطيبة و البر و الإخلاص ) مدعاة للخير و الرحمة دون استرداد المثل .
نمط ( أغرب ) :
- إذا كنت تحب الحسين و حق ضلع الزهرا و أم البنين و و إلا ترسلها -
؟؟!
حينَ قرأتها اندهشت ، ماذا يعني لهؤلاء الآل ؟
أكانت الرسالة تستحق فعلاً و صدقاً أن يقسم على الجمع الغفير على إعادة إرسالها بحق مصاب الحسين ، أو مصاب والدته الطُهر ، أو بحق آل محمد أجمعين !
ألهذا الحد تستحق الرسالة أن توازى عظمتها بعظمة مصاب الحسين أو الزهراء عليهم السلام !
أظنُّ أن الحديث عن الرسائل التي تحمل هذا النمط ؛ مفطوم عن التوبة
و ربما أكون غريبة ( نحيسة يعني ) حين أقوم بحذف تلك الرسالة قبل قراءتها أو إعادة إرسالها ( لعيون المرسل ) ، أو مكابرة على عدم الإرسال و انتظار العقوبة بعد الحذف .
و لنرى إلى أين سنصل ؟
قد تكونون مُبتلون أنتم أيضاً
جلبتهُـ لكمـ لمصداقيتهـ حقاً
__________________
اللهمـ صلـِّ علىـ محمد وآلـِ محمد وعجِّلـ فرجهمـ أختكمـ الفاطميهـ / سلمتـ يداكـِ عزيزتيـ أحلى قمر
|