اهتمام علماء الطائفة الأبرار بشهر شعبان :
لقد أولى علماؤنا شهر شعبان اهتماما خاصا, ففرغوا أنفسهم فيه لمناجاة الله سبحانه وتعالى, ودعائه, وطلب المغفرة, و التزموا بصوم أيامه, وألفوا المؤلفات التي تتناول فضله وترغب في الاستزادة من عمل الطاعات فيه, ومن الشواهد على ذلك : كتاب الإقبال للسيد ابن طاووس, وفضل الأشهر الثلاثة للشيخ الصدوق, و كتاب المراقبات للعارف الملكي التبريزي.
إن علماؤنا رأوا في هذا الشهر العظيم محطة استراحة روحية متميزة, لابد أن ينزل الإنسان فيها كي يتزود منها بما يعينه على مواصلة الطريق نحو شهر رمضان المبارك.
سأستشهد بقولين لعالمين من كبار علماء السلوك إلى الله : السيد ابن طاووس و الملكي التبريزي.
قال السيد ابن طاووس عليه الرحمة في كتاب الإقبال :
" واعلم أنّ شهر شعبان شهر عظيم الشأن فيه ليلة أغاث الله جلّ جلاله بمولودها ما كاد أن يطفيه أهل العدوان من أنوار الإسلام والإيمان، وهو منزل من المنازل ومرحلة من المراحل يسعد أهل التصديق والتوفيق بالظفر بفوائده والجلوس على موائده والورود على موارده، وكفاه شرفًا أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله، اختاره لنفسه الشريفة بصريح مقاله, ودعا لمن أعانه على صيامه فمن شاء أن يدخل تحت ظلّ هذه الدعوة المقبولة والرحمة الموصولة فليساعد" رسول الله صلى الله عليه وآله على شهره ويكون ممن شرّفه لسان محمد صلى الله عليه وآله".
و أشار العالم الرباني العارف آية الله الملكي التبريزي - قدس سره - في ( كتاب المراقبات ) إلى عظمة شهر شعبان ومنزلته فقال:
" وهذا المنزل من منازل العمر للسالك إلى الله تعالى له شأن عظيم وفضل كثير وفيه ليلة من ليالي القدر وقد وُلد فيها مولود وعد الله بالإنتصار على يديه لكل مظلوم من أوليائه وأنبيائه وأصفيائه مذ هبط أبونا آدم على نبينا وآله وعليه السلام إلى الأرض وأن يملأ به الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً. وكفى في شأن شهر شعبان أنّه شهر رسول الله
فقد روي عنه صلى الله عليه وآله أنّه قال:" شعبان شهري رحم الله من أعانني على شهري".
و يضيف قدس سره : " ومن عرف أهميّة هذه الدعوة العظمى من رسول الله صلى الله عليه وآله، التي عبّر عنها بقوله:" رحم الله من أعانني على شهري" فلا بدّ أن يهتمّ ويعمل جاهداً لتشمله دعوة المصطفى ويكون من أهلها".