عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-2011, 08:48 PM   #3
زهرة الياسمين
●• فاطمية متميزة •●
 
الصورة الرمزية زهرة الياسمين
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
زهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond repute
افتراضي رد: قراءة تحليلية في أعمال شهر شعبان.


إن شهر شعبان يمثل استمرارا لبرنامج عبادي مكثف يستمر ثلاثة أشهر, يبدأ من شهر رجب, وينتهي بشهر رمضان.

هذا البرنامج ليس من اختيار إنسان يقصر عن معرفة حاجة البشر, فالبرنامج العبادي لهذا الشهر و للشهرين الآخرين قد ورد عن المعصومين من الزلل, الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله, و أهل بيته الأطهار الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.

عندما يؤدي الإنسان الطاعات من صوم ودعاء و استغفار و زيارات في شهر رجب, و يعيش فيها الأجواء الروحية في ليلة النصف و يومه وليلة المبعث ويومه, فإنه يصل إلى مرحلة معينة من التكامل النفسي و الروحي فلتلك الأعمال أثرها التربوي والسلوكي.

هذه الحالة التي وصل إليها الإنسان في شهر رجب, ينبغي له أن يحافظ عليها.

قد يكون سهلا أن ينجح إنسان في عمل ما, ولكن الأهم هو أن يحافظ على هذا النجاح.

إن البرامج العبادية المتنوعة في شهر رجب تصقل روح الإنسان وتهذبها, وتزيل عنها ما يلوث طهارتها و قداستها, لذا ينبغي للإنسان العاقل أن يستمر في هذه الدورة المكثفة, ففيها سعادته الحقة.

إن الداعي إلى حضور هذه الدورة ليس شخصا عاديا, بل الداعي هو أعظم إنسان في الوجود بأسره.

الداعي لك لحضور هذه الدورة المكثفة هو الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله.

والداعي لك لحضور هذه الدورة المكثفة هم الأئمة الأطهار عليهم السلام, امتثالا لأمر سول الله صلى الله عليه و آله فقد ذكر السيد ابن طاووس في كتاب الإقبال :

" عن صفوان بن مهران الجمال : قال لي أبو عبد الله عيه السلام : حث من في ناحيتك على صوم شعبان.

فقلت جعلت فداك ترى فيها شيئا؟

فقال :نعم. إن رسول الله ص كان إذا رأى هلال شعبان أمر مناديا ينادي في المدينة : يا أهل يثرب إني رسول الله إليكم, ألا إن شعبان شهري فرحم الله من أعانني على شهري. ثم قال إن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول : ما فاتني صوم شعبان مذ [منذ] سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه و آله ينادي في شعبان فلن يفوتني أيام حياتي صوم شعبان إن شاء الله ثم كان عليه السلام يقول : صوم شهرين متتابعين توبة من الله."


تأملوا عظمة هذا الحديث, وتأملوا اهتمام الرسول صلى الله عليه و آله بدعوة أتباعهم إلى أداء الأعمال العبادية في هذا الشهر.

هذه الدعوة هي دعوة عامة إلى يوم أن يرث الله الأرض ومن عليها.

تخيل نفسك أنك كنت تعيش في زمن الإمام الصادق عليه السلام, فإنه سيقول لك : حث من في ناحيتك على صوم شعبان.

إن الإمام الصادق عليه السلام يدعوك أن تدعو أهلك و أصدقائك ومن تعرفهم إلى صوم شهر شعبان.

دعوة الرسول صلى الله عليه و آله و الأئمة الأطهار عليهم السلام هي دعوة عامة لا تختص بزمنهم, فهي تشمل من جاء بعدهم من أتباعهم.

لذا فإن الإقبال على شهر شعبان والاستفادة من البرنامج العبادي المتنوع فيه إنما هو استجابة للرسول الأعظم صلى الله عليه و آله, وهي أساسا دعوة قرآنية, كما جاء في سورة الأنفال :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } الأنفال - 24

فهذه الدعوة من الرسول الأعظم هي إحياء للإنسان.

و هذه الحياة التي جاءت في قوله تعالى { لما يحييكم } هي التي يشير إليها قوله تعالى: { أ و من كان ميتا فأحييناه و جعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها} كما أشار العلامة الطباطبائي في الميزان , وقد ذكر العلامة أن هذه لدعوة شاملة لكل الجوانب وليست منحصرة في الدعوة إلى جانب خاص كالجهاد ونحوه, فقوله : "إذا دعاكم لما يحييكم" مطلق لا يأبى الشمول لجميع دعوته (صلى الله عليه وآله وسلم) المحيية للقلوب، أو بعضها الذي فيه طبيعة الإحياء أو لنتائجها التي هي أنواع الحياة السعيدة الحقيقية كالحياة السعيدة في جوار الله سبحانه في الآخرة.
و من هنا يظهر أن لا وجه لتقييد الآية بما قيدها به أكثر المفسرين.

إن الاستجابة لدعوة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله في الاهتمام بشهر شعبان هي حياة للإنسان بتعبير القرآن الكريم.

يأتي الشيطان إلى الشيطان فيوسوس له, ويجعل داء الأعمال الشعبانية ثقيلة عليه, فيتثاقل عن أداء هذه الأعمال, التي سيدرك الندم على إهمال الإتيان بها يوم القيامة.

يقول له إن الصوم متعب, وأنت لديك أعمال, وأنت في إجازة, والجو نهار, والنهار طويل, الخ....

يوجد شهود يوم القيامة : شهود ضد الإنسان و شهود معه.

من ضمن أولئك الشهود هو هذه الأشهر الثلاثة : رجب و شعبان ورمضان.

العلامة المجلسي في زاد المعاد وبحار الأنوار / جزء 7 / صفحة[ 318 ] :

قال رسول الله صلى الله عليه واله: إن من عرف حرمة رجب وشعبان، ووصلهما بشهر رمضان شهر الله الاعظم شهدت له هذه الشهور يوم القيامة، وكان رجب وشعبان وشهر رمضان شهوده بتعظيمه لها، وينادي مناد: يا رجب يا شعبان ويا شهر رمضان كيف عمل هذا العبد فيكم وكيف كانت طاعته لله عزوجل ؟

فيقوم رجب وشعبان وشهر رمضان: يا ربنا ما تزود منا إلا استعانة على طاعتك واستمدادا لمواد فضلك، ولقد تعرض بجهده لرضاك، وطلب بطاقته محبتك.

فقال للملائكة الموكلين بهذه الشهور: ماذا تقولون في هذه الشهادة لهذا العبد ؟

فيقولون يا ربنا صدق رجب وشعبان وشهر رمضان، ما عرفناه إلا متقلبا في طاعتك، مجتهدا في طلب رضاك، صائرا فيه إلى البر والاحسان، ولقد كان يوصله إلى هذه الشهور فرحا مبتهجا. أمل فيها رحمتك، ورجا فيها عفوك، ومغفرتك وكان مما منعته فيها ممتنعا وإلى ما ندبته إليه فيها مسرعا لقد صام ببطنه وفرجه و سمعه وبصره، وساير جوارحه ولقد ظمأ في نهارها ونصب في ليلها، وكثرت نفقاته فيها على الفقراء والمساكين، وعظمت أياديه وإحسانه إلى عبادك، صحبها أكرم صحبة، وودعها أحسن توديع أقام بعد انسلاخها عنه على طاعتك، ولم يهتك عند إدبارها ستور حرماتك، فنعم العبد هذا.

فعند ذلك يأمر الله تعالى بهذا العبد إلى الجنة فتلقاه ملائكة الله بالحباء و الكرامات، ويحملونه على نجب النور، وخيول النواق، ويصير إلى نعيم لا ينفد، ودار لا تبيد، لا يخرج سكانها، ولا يهرم شبانها، ولا يشيب ولدانها، ولا ينفد سرورها وحبورها، ولا يبلى جديدها، ولا يتحول إلى الغموم سرورها لا يمسهم فيها نصب ولا يمسهم فيها لغوب، قد أمنوا العذاب، وكفوا سوء الحساب وكرم منقلبهم ومثواهم.

إن هذا الحديث يهز النفس من الأعماق, وعلى الإنسان العاقل أن يضعه نصب عينيه.

إننا بحاجة يوم الثيامة إلى من يشهد لنا لا من يشهد علينا.

ستشهد له هذه الأشهر الثلاثة يوم القيامة إذا أداها كما ينبغي, وستشهد ضده, إذا أضاع أوقاتها في ما لافائدة فيه ... قضاها بعيدا عن لذة مناجاة الله سبحانه وتعالى.

من حرص كل الحرص على اغتنام الأوقات الذهبية في شهر شعبان, فإن الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله و أهل بيته الأطهار سيكونون سعداء به, فرحين بما عمله.

إن أعمالنا تعرض على الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله كل خميس و كل اثنين, فهل تحب أيها الإنسان أن يرى الرسول صلى الله عليه و آله صحيفتك خالية من هذه الأعمال الشعبانية التي يمثل الإتيان بها استجابة لنداء رسول اللله صلى الله عليه و آله؟

قال العلامة الطباطبائي في الميزان :

" و في بصائر الدرجات، بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألت عن الأعمال هل تعرض على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: ما فيه شك. قال: أ رأيت قول الله "اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون" فقال: لله شهداء في خلقه.

وقال العلامة معقبا : و في معناه روايات متظافرة متكاثرة مروية في جوامع الشيعة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، و في أكثرها: أن "المؤمنون" في الآية هم الأئمة، و انطباقها على ما قدمناه من التفسير ظاهر. "

و في أصول الكافي، ج1، ص 171، باب عرض الأعمال.

عن الإِمام الصادق(عليه السلام) : أنّه قال: «تعرض الأعمال على رسول الله أعمال العباد كل صباح، أبرارها وفجارها، فاحذروها، وهو قول الله عزَّوجلّ: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله)وسكت.

وفي تفسير البرهان، ج2، ص 158.

عن الإِمام الباقر(عليه السلام): «إِنّ الأعمال تعرض على نبيّكم كل عشية الخميس، فليستح أحدكم أن يعرض على نبيّه العمل القبيح».

ففي الحالتين يوم الخميس من أيام عرض الأعمال, وينبغي للإنسان أن يسعى لأن تكون صحيفته بيضاء تسر قلب الرسول و قلب ولي الله في أرضه, ومن ضمن تلك الأمور التي تسر الرسول صلى الله عليه هو الحرص على استغلال أوقات هذا الشهر في البرامج العبادية المتنوعة من صيام وغيره.


لو دعاك شخص ما, ولم تستجب لدعوته, ألأ تشعر بحرج عندما تراه؟

ألا يداخلك الشعور بالخجل, وأنت تعلم أن الرسول صلى الله عليه و آله يراك, ويرى أعمالك, و انك لم تستجب لدعوته صلى الله عليه و آله؟

إن إتيانك بالصوم في هذا الشهر سيسجل في صحيفتك, وسيكلع عليه رسول الله صلى الله عليه و آله مرتين في اللأسبوع, فاحرص كل الحرص أن تكون صحيفة أعمالك ملأى بهذه الأعمال التي حث الرسول صلى الله عليه و آله على الإتيان بها.

يُتبع:
زهرة الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس