بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءعم أجمعين من الأولين والآخرين
قال الله ربي جل علاه : اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَـتِى وَلاَتَنِيَا فِى ذِكْرِى (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولاَ لَهُ قَوْلا لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى(44) قَالاَ رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى(45) قَالَ لاَ تَخَافَا إِنَّنِى مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولاَ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِى إِسْرءِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَـكَ بِآيَة مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَـمُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى(47)إِنَّا قَدْ أُوحِىَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48) من سورة طه
هل يوحى إلى غير الأنبياء؟
لا شكّ أنّ للوحي في القرأن الكريم معاني مختلفة: فقد جاء أحياناً بمعنى الصوت الواطىء، أو القول همساً. وهذا هو المعنى الأصلي لهذا اللفظ في اللغة العربية.
وجاء أحياناً بمعنى الإشارة الرمزية إلى شيء ما، مثل: (فأوحى إليهم أن سبّحوا بكرةً وعشيّاً).
وأحياناً بمعنى الإلهام الغريزي، مثل (أوحى ربّك إلى النحل).
وأحياناً بمعنى الأمر التكويني، الأمر الذي يصدر بلسان الخلقة، مثل (يومئذ تحدث أخبارها بأنّ ربّك أوحى لها).
وورد أحياناً بمعنى الإلهام الذي يلقى في قلوب المؤمنين، وإن لم يكونوا أنبياء أو أئمّة، مثل: (إذ أوحينا إلى اُمّك ما يوحى).
إلاّ أنّ أهمّ موارد إستعماله في القرآن المجيد هي النداءات الإلهيّة الخاصّة بالأنبياء، مثل: (إنّا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيّين من بعده).
فبناءً على هذا، فإنّ لكلمة الوحي معنى واسعاً وجامعاً يشمل هذه الموارد، ولهذا فسوف لا نعجب من إستعمال كلمة الوحي في شأن اُمّ موسى.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء العاشر
نسألكم الدعاء
أختكم الفاطمية زينب قدوتي