المــــــــــاء المـــعــــــــــــــين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم
الماء المعين
**عن موسى بن جعفر قال: حدثني موسى بن القاسم، عن علي بن جعفر، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول في قول الله عزوجل:
" قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا أفمن يأتيكم بماء معين "،
قال: أرأيتم إن غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد.
** ومحمدبن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعدبن عبدالله قا ل: حدثني موسى بن عمر بن يزيد الصيقل، عن على بن أسباط، عن على بن أبي حمزة عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل:
" قال أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين "
فقا ل: هذه نزلت في القائم، يقول: إن أصبح إمامكم غائبا عنكم لاتدرون أين هو فمن يأتيكم بإمام ظآهر، يأتيكم بأخبار السماء والارض وحلال الله عزوجل وحرامه، ثم قال عليه السلام: والله ما جاء تأويل هذه الآية ولابد أن يجئ تأويلها.
" الماء المعين ".
يعني الماء الظاهر الجاري على سطح الأرض.
والمروي في (كمال الدين) و(غيبة الطوسي) عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال في الآية الشريفة: { قل أرأيتم إنْ أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين }(1)
فقال: هذه نزلت في القائم يقول: أن أصبح إمامكم غائباً عنكم لا تدرون اين هو فمن يأتيكم بامام ظاهر، يأتيكم باخبار السماء والأرض وحلال الله جلّ وعزّ وحرامه، ثم قال عليه السلام: والله ما جاء تأويل هذه الآية ولابد أن يجيء تأويلها(2).
وهناك عدة اخبار بهذا المضمون فيهما، وفي (الغيبة) للنعماني، (وتأويل الآيات).
ووجه تشبيهه عليه السلام بالماء، باعتباره سبباً لحياة كل ظاهر، بل أن تلك الحياة قد وجدت وتوجد بسبب وجوده المعظم بمراتب اعلى واتمّ واشد وادوم من الحياة التي يوجدها الماء، بل أن حياة نفس الماء من وجوده عليه السلام.
ومروي في (كمال الدين) عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال في الآية الشريفة: { اعلموا ان الله يحيي الأرض بعد موتها }(3).
قال: يحييها الله عزّ وجلّ بالقائم عليه السلام بعد موتها ـ موتها بكفر اهلها ـوالكافر ميت.
وفي رواية الشيخ الطوسي في الآية المذكورة: يعني يصلح الأرض بقائم آل محمدمن بعد موتها، يعني من بعد جور اهل مملكتها.
ولا يخفى أن الناس يستفيدون في ايام الظهور من هذه العين التي هي الفيض الرباني لهذه العين بسهولة وبساطة، مثل العطشان بجنب النهر الجاري العذب فليس عنده من الانتظار الاّ الاغتراف، ولهذا عبّر عنه عليه السلام بـ (الماء المعين).
وبما أن الحق قد رفع من الخلق الالطاف الخاصة في أيام الغيبة وذلك بسوء أعمالهم فلزمهم أن يلتمسوا الفيض ويأخذوا الخير ويتعلموا منه عليه السلام بالمشقّة والتعب والعجز والخضوع والتضرع والانابة مثلهم مثل العطشان إذا أراد أن يخرج الماء من البئر العميقة فليس عنده طريق الاّ بذل الجهد باستخدام الآلات والوسائل ليطفئ نار عطشه. ولهذا عبّر عنه عليه السلام بـ (بئر معطلة) ;
المصادر/ كتاب النجم الثاقب
1- الآية 30: سورة الملك.
2- كمال الدين (الصدوق): ج 1، ص 326 ـ وفي الغيبة (الطوسي): ص 101 باختلاف يسير.
3- الآية 17، سورة الحديد.
__________________
اللّـهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِه في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَة وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْنا حَتّى تُسْكِنَهُ اَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً بِرحمتِك يا اَرْحَمَ الرّاحِمين
|