لماذا ياترى تستطيع هدى ان تتذكر كل هذه المواقف بتفاصيلها المملة .. فلا تستطيع ان تحسن علاقتها بزوجها
فهي كل ما حاولت تعود لتتذكر الكثير من المواقف السيئة التي جمعتهما .. وكل ما كان هنالك خلاف صغير تسترجع كل ذكرى أليمة لها مع زوجها ..
حتى حين ارادت ان تحسن علاقتها بأخت زوجها لم تستطع لأنها الى الآن تقول لم انسى الإهانة ولم أغفر حتى زميلتي إيناس صدمتي كانت قوية فكنت اعتقدها صديقة مقربة وانا كنت مضطرة في ذلك الوقت لتأخر عن العمل من أجل اطفالي وانتظار والدتي لتأتي وتجلس برفقتهم .. حتى قدوم الخادمة ولم يطل الوقت أكثر من ثلاثة اسابيع ولكنها استغلت الظرف ووشت بي وحالت دون ترقيتي بالعمل والتي كانت وشيكة ..
إن ذاكرتنا كصندوق كبير نحتفظ فيه : بوجوه من نحب وبالمعارف التي نكتسبها وبالأحداث التي مررنا بها وبالكلمات التي نقولها او نسمعها .. ولكن علينا ان نحتفظ في ذاكرتنا بالأشياء المفيدة فقط ونتخلص بكل ما هو مضر لأن هذا الصندوق سرعان ما يمتلئ وعندها سيكون صعبا علينا تذكرالأشياء الجديدة والمهمة ..
ولكن ما هي الطريقة لمحو ونسيان الذكريات الأليمة كإساءة الآخرين إلينا .. ومواقفهم السيئة معنا ووعودهم التي أخلفوها وكلماتهم الجارحة والتي كلما نتذكرها نشعر بالألم فتمنعنا عن التقدم وتحول بيننا وبين السعادة فتعشش فينا السلبية .. ويكبر الأسى في قلوبنا ..
ربما تظنون ان نسيان تلك الامور امر بغاية الصعوبة ومستحيل إذ لكثرة ما نسترجعها في رأسنا أو نرويها للآخرين تبدو وكأنها محفورة في ذاكرتنا . ولكن الحل بسيط ..
علينا ان نتذكر لكي ننسى ..
فعلى هدى ان تتذكر كيف عاد زوجها في المساء واعتذر إليها واخبرها انه كان منزعج من العمل ولم يقصد ما كان يقول وعليها ايضًا ان تتذكر انه بعد فترة اهداها خاتمًا ذهبيا غالي ثمن .. وانه دائما ما يهتم بالأطفال لتأخذ قسطا من الرحة والعديد العديد من إيجابيات هذا الرجل .. وعليها أيضًا ان تتذكر ان أخت زوجها اهتمت بأطفالها لمدة عشرة ايام حين كانت هدى مسافرة .. وانها رجعت فوجدتها قد نظفت لها المنزل .. وانها لا تتوانى عن تقديم المساعدة لها
وعليها أيضًا ان تغفر لإيناس فعلتها ببساطة لأن رب العباد سيحاسب الجميع يوم القيامة وهو أعلم بحالنا وأفعالنا .. فلتنسى فعلتها وتجتهد في عملها لتحصل على ترقية افضل من تلك التي خسرتها بسبب إيناس ..
وهكذا علينا اخواتي ان نحارب ذكرياتنا الأليمة بذكرياتنا السعيدة .. وكلما قفزت الذكريات المؤلمة الى رأسنا او احسسنا بحاجة الى ان نتذكر ما حصل معنا ونرويه للآخرين ان نستحضر وبسرعة ذكرياتنا الجميلة والمبهجة ومع الوقت ستستسلم الذّكريات المؤلمة للنسيان ولن يبقى في صندوقنا سوى اللحظات الجميلة التي عشناها مع من نحب . عندها نكون قد اكتشفنا السر الذي يقوي ذاكرتنا وهو المسامحة والغفران ..
فتذكروا الجميل لتنسوا القبيح وسامحوا لترقوا وتتقدموا .. والأهم لتكونوا يوم القيامة في مقام رفيع ..
* ملاحظة .. بعض ما جاء في موضوعي هو من مقال كنت قد قرأته في مجلة لبنانية تعنى بالصغار والمقال لكاتبة اسمها امل عبد الله ومنها أخذت فكرة موضوعي واستعنت ببعض ما جاء في مقالتها ونقلته اما حرفيًا وإما بالتصرف ..
واتمنى يعجبكم موضوعي ونحظى جميعًا بصناديق مليئة بأبهى الذكريات