جلست مريم على الأرض تشهق وتبكي .. والدموع تتساقط بغزارة
بقيت على هذه الحالة نصف ساعة وكأنها مغيبة عن الواقع
جرحها في الصميم .. آلامها حد خروج الروح من الجسد
كلماته عليها نزلت كصاعقة فحرقت كل جميل
أين الحب الذي أخبروها عنه؟
أنه ان اشبعت زوجها منه لن يتركها
اين اطباق الطعام الشهي ..؟
طريق السعادة الى حياتها مرورا بمعدة زوجها
وان تجعله عالمها ولا تنشغل عنه بشيئ
حتى لا يجد حجة للزواج بأخرى
اين التجمل والتزين ولبس العاري ؟
ويجعل الزوج كالخاتم في إصبع !!
لماذا لم يخبروني بالحقيقة
ان تغسل افكارها قبل جسدها
شعرت ببعض الراحة تسري في جسدها
فرشت سجادة صلاتها حملت المصحف
وجلست بخشوع تقرأ آيات الكتاب الكريم
بعدها صلت ركعتين طالبة من الله
توسلت بأهل البيت عليهم السلام
فهي لن تستسلم وستعالج مشاكلها
لن تستمع لنصائح الأخريات بدون تحكيم العقل
ستكتشف الواقع الحقيقي للحياة الزوجية
وستتوقف عن اسقاط ما تشاهده في التلفاز
عندما توجهت الى الله عز وجل
وكيف لا وهي الموالية لهم بحق
وهم سفن النجاة وباب الحوائج
ولا شك ان الله سيصلح امرها مع
دخلت الى المطبخ .. حضرت لها كوب عصير بارد
أخذته وجلست على شرفة منزلها تتأمل
راجعت شريط حياتها منذ البداية
كلام جعفر في الفترة الأخيرة وخاصة آخر مرة
عاهدت نفسها انها ستعيد لحياتها البهجة
ستقوي علاقتها بالله سبحانه وتعالى
وهي واثقة ان الله سوف يساعدها
الذي هو على قدر من الأخلاق والتقوى
ستحبه بعقلها .. وبأفعالها