قال الحاج محمد حسن إيماني :
مرت تجارة المرحوم والدي السيد علي أكبر في ظروف عصيبة ، يوماً ، و تهافت الدائنون عليه دون أن يقوى على السداد .
وفي تلك الفترة اتفق أن غادر العالم الرباني المرحوم الحاج الشيخ محمد جواد البيدآبادي - الذي سبق الحديث عنه في القصة الأولى و الرابعة - إصفهان قاصداً شيراز .
وكان - رحمه الله - موضع حُب الوالد و مودته ، فكان يحرص - إذا أتى شيراز - على الإقامة عندنا .
علم الوالد أن الشيخ البيدآبادي قد وصل إلى (( آباد )) ، في طريقه إلى شيراز.
فقال : إن مجيئه في هذا الوقت العصيب غير مناسب .
وصل الشيخ البيدآبادي إلى (( زرقان )) فدفع مبلغاً إضافياً من المال ، و استأجر وسيلة نقل سريعة ، وذلك حتى يبلغ شيراز قبل ظهر يوم الجمعة ، ليغتسل غسل الجمعة (( لأنه رحمه الله كان شديد المواظبة على المستحبات ، و خاصة غسل الجمعة الذي هو من السنن المؤكدة )) .
المهم أنه وصل البيت قبل ظهر يوم الجمعة ، وما أن لقى الوالد حتى بادره بالقول :
لقد قدمت إليك في الوقت المناسب !!
فعليك منذ الليلة ، ومعك جميع أهل بيتك ، بقراءة السورة المباركة (( الأنعام )) ، وذلك بحيث تكونون بين ((
الطلوعين ))
[ طلوع الفجر و طلوع الشمس ] مشغولين بالقراءة ، و رددوا الآية (( وربك الغني ذو الرحمة .. )) إلى آخرها 202 مرة بعدد أسماء الله الحسنى ، و الأسماء المباركة لمحمد و علي عليهما السلام .
ثم ذهب إلى الحمام ، و اغتسل غسل الجمعة ، ورجع إلى البيت .
وهكذا شرعنا منذ تلك الليلة بالقراءة ، وبعد أسبوعين جاء الفرج ، و زالت كل المصاعب ، و بتنا في غاية الرفاهية و الدّعة حتى وفاة المرحوم الوالد .
القصص العجيبة
للمؤلف السيد عبدالحسين دستغيب " قدس الله روحه الشريفة "