في مجلس النساء
ام محمد تسأل رهف
: ها بشرينا ان شاء الله حامل
رهف بخجل تنظر في وجه خالتها وتبتسم فتتولى امها الرد
: الحمد لله .. حامل في بداية الثاني ..
ما شاء الله : ربنا يتمم على خير مبروك
هنا تدخل مريم تسلم على خالتها وعلى رهف
وتنقسم الجلسة الى فريقين
مريم ورهف تجلسان بعيدتان عن الوالدتين كي يتسنى لهما التحدث بالراحة ..
وبادرت رهف تسأل عن أخبار مريم
إذا كان هنالك أحد في حياتها
..خاطب وماشابه
فأجابت بالنفي .. وتحدثا عن امور عديدة اخرى
ومن ضمنها الزواج
والحب بعد الزواج وكانت رهف
تتحدث وتتحدث ..
كيف يعاملها زوجها بحنان ورقة ..
وقصص كثيرة من تلك التي ترويها العرائس الجدد
ولكن مريم تضايقت قليلا من أسلوب ابنة خالتها لأنها بدأت تفشي بعض اسراها الزوجية
وهذا ما تعتبره مريم
عيب وحرام ..
وامر خاطئ ويؤثر سلبا على الزواج .
انتهت الزيارة
.. كان جعفر ينتظر والدته واخته مع محمد وهما واقفين امام باب المنزل ..
جاءت النسوة وكالعادة وقفن يثرثرن امام الباب
.. فالأحاديث لا تنتهي ..
والشابان ينتظران ..
وأحدهما يسرق بطرف عينه نظرة صغيرة على الفتاة الجميلة
" مريم " ثم يعود وينظر للآخر ..
انتبهت له أخته رهف فأرادت ان تحرجهما قليلا ..
جعفر ما سلمت على مريم ..
ارتبك جعفر من تطفل اخته ولكنه في نفسه فرح قليلا ..
فسلم عليها وردت السلام بقليل من الارتباك وصوت هادئ جميل ..
وقد احمرت وجنتيها
( آه على الخجل شو حلو ) فقد كانت تسرق النظرات هي الأخرى وباغتها كلام رهف ..
___________
في طريق العودة وتحديدًا في سيارة اخونا جعفر ..
رهف تسأل : يمه ما تحسين مريموه تناسب اخوي جعفر ..
وتنظر الى جعفر عبر مرآة السيارة ..
فوجدته يبتسم ..
ام جعفر : هذي ابنة اختي وانا احبها ولكن في هذه المواضيع ما اتدخل
.. ولدي وليبيها قلبه ..
دام انها خلوقة وبنت ناس انا ما اعترض ابد ..
رهف : اللهم صل على محمد وآل محمد ..:d41: وتطلق صفارة صغيرة كتعبير عن إعجابها بكلام امها .
وجعفر لا زال يبتسم ولم ينطق بحرف واحد.
وهذا لم يشبع فضول رهف فسألته مباشرة
عمرك الآن 28 سنة يعني ما تبي تتزوج .. ؟
لا !
ليش لا ! 
يعني انت تعتقدين مناقشة هكذا مواضيع الآن مناسبة .. خلينا اركز في الطريق .. ونتكلم بعدين ..
ام جعفر تربت على كتف ابنها وتنظر الى رهف لتسكت .. فجعفر معه حق ..
في المساء ..
عاد جعفر من الصلاة وصعد الى غرفته مباشرة فقد كان مرهق ورأسه يؤلمه ..
لحقت به والدته تطمـأن عليه فليس من عادته ان لا يشاركهم وجبة العشاء
استأذنته الدخول الى غرفته .. فرحب بأمه حبيبته ..
وقد كان بارا بها ..
اما هي فقد كان يحتل من قلبها مكانة كبيرة .. فالمعاملة الطيبة تولد حبًا كبيرا .
اطمأنت عليه .. فأخبرها ان رأسه يؤلمه ولا شيئ آخر
دام راسك بيوجعك .. اتكلم بعدين
خير يمه .. ؟
اتكلمي الحين ..
انا بتكلم بدون مقدمات ..ما تبي تتزوج .. وتستقر .. ويكون لك حرمة وعيال .. يونسوك ويونسوني اني بعد
ما في رجال يا ولدي ما يحب يتزوج بس انت ولا مرة جبت طاري الزواج ؟
وجعفر صامت يفكر بكلام امه ولا يعرف بماذا يرد عليها .. فهي ولأول مرة تتناقش معه في موضوع كهذا ..
فهو يحب ان يتزوج ويكون له أنثى حلال .. يشبع بها رغباته .. ويجيب اطفال ويصير اب
ليش ما تتكلم وين شارد ؟
لا بس افكر بكلامك .. يعني عندك عروس لي ؟
عروس قول 10 ..
لا انا ابي وحدة بس ..
انت بس تكلم وقول مين وانا باكر بخطبها لك
لا انا ما عندي وحدة معينة "
وفي سره يقول مريم .. مريم .. ولكنه خجل ان يفصح عن الأمر "
العائلة كلها بنات والنعم منهم .. كل وحدة احلى من الثانية .. وتربيتهم جيدة والحمد لله ..
جعفر : .............
الوالدة : زينب بنت عمك ناصر .. جميلة ومؤدبة وانا احبها جدًا .. ما رأيك بها؟
جعفر فتح عينيه ونظر إلى امه والصدمة تملأ تقاسيم وجهه .. يعني انتي ما تبي مريم !!!؟؟؟
اصدرت الام ضحكة عالية وقالت
انا كنت عارفة انك تبي مريم بس قلت خليني اشوف آخرتها مع صمتك .. واستفزيتك بزينب ..
ابتسم واقترب منها مقبلا جبينها..
ولم يعرف ماذا يقول فهي قد انتصرت عليه وجعلته يعترف ..
ليش يمه ساكت كل هالوقت وما تكلمت ..
انا من زمان ابيها ولافته نظري .. بس كنت متردد في الموضوع ..
خلاص خير ان شاء الله باكر بكلم خالتك ونرتب كل شيئ .. ونسأل البنت رأيها .. يمكن ما توافق .. وتغمزه بحنان ..
تركته يجلس على سريره بحيرة .. معقول ما توافق .. هذا هو الشيئ الذي جعله متردد كل هذه المدة .. ولكن اليوم لاحظ عليها انها تسترق النظرات وكلما التقت عيونهما كنت تبادله الابتسامة
.. مما جعل قلبه يدق ويدق ويدق
( ما أجمل الحب )