السلام على الحسين وعلى عليّ بن الحسين وعلى
أهل الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى ظهير
الحسين العباس (ع) وعلى
أصحاب الحسين
يقول الرضا عليه السلام :
لما أمر الله عزوجل إبراهيم عليه السلام أن يذبح
مكان ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه تمنى إبراهيم
أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل بيده وأنه لم يؤمر
بذبح الكبش مكانه، ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب
الوالد الذي يذبح أعز ولده عليه بيده، فيستحق بذلك
أرفع درجات أهل الثواب على المصائب.
فأوحى الله عزوجل إليه:
يا إبراهيم من أحب خلقي إليك ؟
فقال: يا رب ما خلقت خلقا هو أحب إلي من حبيبك محمد، فأوحى الله إليه: أفهو أحب إليك أم نفسك؟ قال:
بل هو أحب إلي من نفسي، قال: فولده أحب إليك أم ولدك؟ قال : بل ولده ، قال:
بذبح ولده ظلما على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟
قال: يا رب بل ذبحه على أيدي أعدائه
أوجع لقلبي .
قال: يا إبراهيم فان طائفة تزعم أنها من امة
محمد ستقتل الحسين ابنه من بعده ظلما وعدوانا
كما يذبح الكبش، ويستوجبون بذلك سخطي،
فجزع إبراهيم لذلك وتوجع قلبه وأقبل يبكي،
فأوحى الله عزوجل:
يا إبراهيم قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل
لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين وقتله،
وأو جبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب
وذلك قول الله عزوجل
" وفديناه بذبح عظيم ".
قد اورد على هذا الخبر إعضال وهو أنه إذا كان المراد
بالذبح العظيم قتل الحسين عليه السلام لا يكون المفدى
عنه أجل رتبة من المفدى به فان
أئمتنا صلوات الله عليهم أشرف من اولي العزم
عليهم السلام فكيف من غيرهم؟
مع أن الظاهر من استعمال لفظ الفداء، التعويض
عن الشئ بما دونه في الخطر والشرف.
واجيب بأن الحسين عليه السلام لما كان من أولاد إسماعيل
فلو كان ذبح إسماعيل لم يوجد نبينا وكذا سائر
الائمة وسائر الانبياء عليهم السلام من ولد
إسماعيل عليه السلام فإذا عوض من ذبح إسماعيل
بذبح واحد من أسباطه وأولاده
وهو الحسين عليه السلام
فكأنه عوض عن ذبح الكل وعدم وجودهم
بالكلية بذبح واحد من الاجزاء بخصوصه ولا شك
في أن مرتبة كل السلسة أعظم وأجل من مرتبة الجزء بخصوصه .
ليس في الخبر أنه فدى إسماعيل بالحسين، بل فيه أنه
فدى جزع إبراهيم على إسماعيل، بجزعه على الحسين عليه السلام ،
وظاهر أن الفداء على هذا ليس على معناه بل المراد
التعويض، ولما كان أسفه على مافات منه من ثواب
الجزع على ابنه، عوضه الله بما هو أجل وأشرف
وأكثر ثوابا، وهو الجزع على الحسين عليه السلام.
أأسبلت دمع العين بالعبرات وبت تقاسـي شدة الزفـرات
وتبكي لآثـار لآل محمد فقد ضاق منك الصدر بالحسرات
ألا فابكهم حـقا وبل عليهـم عيونا لريب الدهر منسـكبات
ولاتنس في يوم الطفوف مصابهم وداهية من أعظم النكبات
سقى الله أجداثا على أرض كربلا مرابيع أمطار من المزنات
وصلى على روح الحسين حبيبه قتيلا لدى النهرين بالفلوات
__________________
التوقيع
فان نهزم فهزامون قدما *
وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن *
منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا *
سيلقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت رفع عن أناس *
بكلكله اناخ بآخرينا
( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون
من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها.
يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر،
وأوجب لي زيادة من إتمام
النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم،
اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي
أحلى قمر
نسأل الجميع براءة الذمة.....