عرض مشاركة واحدة
قديم 30-05-2011, 02:13 AM   #32
بريئة وجريئة
●• فاطمية متميزة •●
 
الصورة الرمزية بريئة وجريئة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: دولة القائم
المشاركات: 220
معدل تقييم المستوى: 26
بريئة وجريئة is just really niceبريئة وجريئة is just really niceبريئة وجريئة is just really niceبريئة وجريئة is just really niceبريئة وجريئة is just really nice
افتراضي رد: كل وحده تكتب الكلمه اللي تبي تفسيرها شاركوني

بسم الله الرحمن الرحيم
اياك نعبد واياك نستعين(5)
إياك نعبد
أي أنّ وجودنا بأجمعه وجميع قدراتنا الجسدية والروحية والفكرية هي بيد الله وهي خاضعة له ولأجله.
إنّ المصلي بتلفظه هذه الجملة يفكَّ قيود عبودية غير الله عن يديه ورجليه ورقبته، ويجيب داعي الله ويرفض مدّعي الألوهية الذين كانوا على مرّ التاريخ السبب في جعل شريحة كبرى من البشر مقيدين بأغلال العبودية والاستضعاف والأسر، ويقرب نفسه وجميع المؤمنين بالله أكثر إلى طاعة الله والانصياع لأوامره. والخلاصة أنّه بقبوله العبودية لله يتحرر من جميع العبوديات الأخرى وبذلك يسلك نفسه في سلك الموحدين الحقيقيين.
إنّ الاعتراف بأنّ العبودية منحصرة بالله فقط هو واحد من أهم الأصول الفكرية والعملية في الإسلام وجميع الأديان السماوية، والذي يعبّر عنه (انحصار الألوهية بالله)، أي أنّ الله فقط هو الذي ينبغي أن يكون معبوداً، وأن لا يعبد أحد سوى الله.
لقد كان هناك دوماً من لا يفهمون هذه الحقيقة بشكل صحيح، فكانوا يستنتجون منها أموراً خاطئة ومحدودة، ولذا وقعوا غافلين في عبوديّة غير الله؛ إنّهم ظنّوا أنّ عبادة الله تكون فقط بتقديسه ومناجاته، وبما أنّ هؤلاء كانوا يصلّون لله ويناجونه فقط، فكانوا على يقين كامل من أنهم لم يعبدوا سوى الله.
إنّ الوعي هو معنى العبودية الواسع في مصطلح القرآن والحديث، والذي يوضح هناك هذا التصور: إنّ العبادة في اصطلاح القرآن والحديث عبارة عن (الطاعة والتسليم والانقياد المطلق) للأمر والقانون والنظام الذي يوجَّه للإنسان في أيّ مقام أو قدرة، سواء كان هذا الانقياد وهذه الطاعة مع التقديس والمناجاة أم من دونهما.
وعلى هذا فكلّ الذين ينصاعون للنظم والقوانين والأوامر الصادرة من أية قدرة غير الله تعالى، هم عباد تلك الأنظمة والموجدون لها، ولو أنّه ترك بعضاً من شريعة الله، وعمل ببعض آخر. وأما من لا يعمل البتة بقانون الله سبحانه، فإنّه سيكون كافراً متجاهلاً الحقيقة الواضحة والساطعة لوجود الله، منكراً إياها اعتقاداً أو عملاً.
وبالاطلاع على هذه الرؤية الإسلامية يمكن الوقوف بسهولة على أنّ الأديان السماوية التي كان أوّل شعار ترفعه كلمة "لا إله إلاّ الله" ماذا كانت تقول؟ وماذا كانت تريد؟ ومن كانت تواجه؟.
إنّ هذه الحقيقة (حقيقة معنى العبادة) في المصادر الإسلامية (القرآن والحديث) من التواتر بمكان لا يبقى معه أيّ شك أو تردد لدى المتدبرين والعلماء، ولأجل المثال نكتفي بذكر آية من القرآن الكريم، وحديث عن الإمام الصادق (ع).
قال تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلاّ ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلاّ هو}.
وسئل الإمام الصادق (ع) عن تفسير قوله تعالى: {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى}.(7) قال (ع): "أنتم هم. ومن أطاع جبّاراً فقد عبده".

وإياك نستعين

لا ننتظر من منافسيك ومدّعي الألوهية أيّ مساعدة أو معونة، ذلك أنّ السبب الذي دعا هؤلاء لرفض ألوهية الله يجعلهم لا يساعدون عباده السائرين على صراطه. إنّ طريق الله هو طريق أنبيائه، طريق الحق والعدل والتآخي والتضامن والتعايش بين جميع أفراد البشر، واعطاء الإنسان قيمته، ورفض التعصب والظلم والتمايز. وأمّا أضداد الله ومدّعو الربوبية فقد وضعوا جميع مخططاتهم في حياتهم الدنيئة وما سرقوه من ثروات في تهديم القيم والمقدّرات الأصيلة؛ فكيف يمكن أن يمدّوا يد العون والمساعدة لعباد الله؟! إنّ هؤلاء حرب لا هوادة فيها على عباد الله.
فإذن نطلب العون من الله فقط؛ من قوّة الذكاء والإرادة التي أودعها فينا، من الأسباب والوسائل التي وضعت بأيدينا، من السنن والقوانين الطبيعية والتاريخية التي لو عرفت أمكن أن تكوّن الطريق المشرع بوجه العلم والعمل، ومن جميع المنح والقدرات التي تعدّ من جيوشه المقتدرة الموضوعة في خدمة البشر
يالله ياحلوات ابي تفسير سوره الفلق.
__________________




بريئة وجريئة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس