اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
(7)
ها هي زينب تتقدّم بخطىً واثقة.. تدخل القصر.. ينبض في صدرها قلب عليّ ، ويتألق في عينيها بريق الحسين.
وتتفتّح الأبواب أمام موكب من الأسرى.. تطفح فوق وجوههم العزّة والإباء. العيون النفّاذة تخترق أستار الزمن ، تنظر الى ماوراء الأيام..
لقد سقط يزيد وابن زياد.. تحطّمت عروشهم ، وتهاوت قصورهم. إنّهم لم يعودوا سوى جثث متعفّنة غادَرَتْها الروح.
أناخت القافلة رَحلَها في قصر يكاد يميد بأهله.. قصر تحرسه رماح ونبال.
جلس الأرقط متربعاً على عرشه. عيناه تقدحان شرراً ، وما تزال سكرة الليل ترسم آثارها فوق وجهه.. وفي عينيه لاحَت كؤوس من خمرة ودماء.
كان يتصفّح وجوه "أسراه" ! توقّف عند أحدهم. تسمّرت عيناه وارتدّ بصره خاسئاً وهو حسير ، فهؤلاء لا تلوح عليهم سمات الأسر أو القهر.
نظرات متحدّية تصفعه من كل صوب. وكانت ذلة الأسر تلوح فوق حرّاسه وجلاوزته.
سأل الأرقط وقد غاظته هيبة "الأسرى" :
ـ مَن هذه المتنكّرة ؟!
كان الصمت المشوب بالاحتقار صفعةً أطارت بقايا نشوةٍ تطوف في رأسه.
لم تُجب المتنكّرة.
حاول أحد الجلاوزة إنقاذ هيبة سيّده ، فتمتم :
ـ إنها زينب.. زينب ابنة علي.
لمعت في عينيه شهوة الانتقام :
ـ الحمدلله الذي فضَحكم وقتَلكم وأكذَب أُحدوثتكم !
وانتفضت المرأة الزوبعة :
ـ الحمدلله الذي أكرمنا بنبيّه "محمد" وطهّرنا من الرجس تطهيرا.
وإنّما يُفتضح الفاسق ويُكذَّب الفاجر ، وهو غيرنا.
تابعينا ^_^