22-05-2009, 08:32 AM
|
#4
|
~ مراقبة سابقة ~
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: في الدولة المهدويه
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
|
بِـسْـمِ اللّهِ الـرَّحْـمـنِ الـرَّحِـيـمِ
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصياءِ الْمَرْضِيِّينَ، وَاكْفِني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ
إذن.. لماذا « فَدَك » ؟!
عُرف أهل البيت النبويّ صلوات الله عليهم بالزهد والعزوف عن أطماع الدنيا، كما عُرِفوا بالسخاء والكرم والعطاء. إذن، لماذا طالبت فاطمة عليها السّلام بحقّها في أرض فدك بعد أن غُصِبت منها ؟!
جاءت فاطمة الزهراء عليها السّلام تعترض على منع القوم حقَّها من فدك. وقد نحلها النبيّ صلّى الله عليه وآله إيّاها؛ ائتماراً بما جاء من أمر الله تعالى، وبقيت في يديها ستَّ سنين في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله. إلاّ أنّها عليها السّلام رُدّت ولم تُصدَّق دعواها في حقِّها من فدك، مع أنّ القوم سمعوا أن عائشة قالت بصريح العبارة: ما رأيتُ أحداً كانَ أصدقَ لهجةً من فاطمة، إلاّ أن يكون الذي وَلَدها )!
الكلّ يعرف مَن هي فاطمة صلَواتُ الله عليها، في إيمانها وتقواها، في علمها وأخلاقها، وفي منزلتها ومقامها، وفي زهدها وإبائها.. والكلّ يعلم أنّ الله تعلى خاطب رسوله صلّى الله عليه وآله قائلاً له: فآتِ ذا القُربى حقَّه.. ، فدعا النبيُّ صلّى الله عليه وآله فاطمةَ فأعطاها فدكاً، وبقيت في يدها حتّى صُودِرت منها ـ بلا حقّ!
إنّ مطالبة الزهراء عليها السّلام لم تكن من أجل فدك بذاتها كأرضٍ أو بستان، فهذه حياتها صلوات الله عليها غايةٌ في البساطة والتواضع والزهد، عاشتْها وهي شاكرة لبارئها راضية بقسمته، وقد اختارت أن تتجرّع مرارات الدنيا لحلاوة الآخرة، ولحلاوة مرضاة الله جلّت عظمته.. وهي تعلم أنّها أسرع أهل بيتها لحوقاً بأبيها المصطفى صلّى الله عليه وآله، فليس بينها وبينه إلاّ أيّام قلائل تطويها في الحزن المقدّس على ذلك الأب الطيّب الرحيم الذي فقدَتْه، فأيّة قيمةٍ لفدك عندها ؟! وهي التي وهبت المساكينَ ما تملكه، بل وأنفقت عن خصاصة ومجاعة، حتّى قلّدها الله تعالى وساماً في آياتٍ كريمةٍ تُتلى آناءَ اللّيل وأطراف النهار إلى مدى الدهر، حيث أثنى عليها وعلى أهل بيتها بقوله عزّ مِن قائل: ويُطعِمون الطعامَ على حبِّهِ مِسكيناً ويتيماً وأسيرا * إنّما نُطعمُكم لوجهِ اللهِ لا نُريدُ منكم جزاءً ولا شُكُورا..
وقد صامت مع زوجها عليٍّ أمير المؤمنين عليه السّلام وابنَيها الحسن والحسين عليهما السّلام، ثلاثة أيّام لا يُفطرون إلاّ على الماء، ولا يتناولون في سَحَرهم إلاّ الماء!
مِثْل هذه المرأة السامية، لا يُتصَوَّر في حقّها أنّ آمالها تتعلّق بقطعة أرض، أو أنّ لها عُلقةً بشيءٍ من الدنيا، حاشاها وألف حاشاها. إنّما كانت مطالبتها بفدك؛ إيقاظاً للأمّة، ولتُثبت أنّ هنالك من يغتصب الحقّ أو يُنكره، ولو كان ذلك الحقُّ بيّناً وقد ثبّتتْه آيات قرآنيّة، وبيّنته روايات وأحاديث نبويّة!! إذن، فحقوق الأمّة في خطر، بل حقوق الإسلام في خطر!
تلك هي غُصّة فاطمة الزهراء عليها السّلام، عاشت في صدرها حزناً كئيباً، وحُرقةً باكية، فاعتصرتها إذْ رأت أن سيكون إبطالٌ للهدفِ من بعثة الأنبياء عليهم السّلام.
دًٍمًتُِِّْمً بٌَِخٌِيَرٌٍ ،،
نْسٌِِّآلكَمً خٌِآلصٍْ آلدًٍعًٍآء
تحيـــــــــــــــــــــــ عاشقة آل البيت(ع) ـــــــــــــــــــــاتي
__________________
 [/CENTER]
|
|
|