بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
** حاذر من الانسياق إلى مقولات : **
# (لا أستطيع السيطرة على نفسي ، هذا الشيء أقوى منِّي) .
# (لا أريد أن أتمرّد خارج السرب ، أو أكون خارج قوس) .
# (إذا لم أفعل ذلك فسيظنّون بي الظنون ، أو يسخرون منِّي) .
# (كلّهم يفعل ذلك ، هل بقيت عليَّ) .
فهذه المقولات معاول تهدّم صرح ثقتك بنفسك ، وتهدّ بنيان مقاومتك ،
وتقوّض قراراتك واختياراتك .
فهل تعتقد أنّ النبيّ نوحاً (عليه السلام) كان يمكن أن ينجز التكليف الإلهيّ
ببناء السفينة لينقذ خيرة الناس من المؤمنين ،
لو انهار أمام سخريّة الذين كانوا يمرّون عليه وهو يبنيها وهم يضحكون من
عمله ويستخفّون به ؟
فإذا اقتنعت بصلاح عمل فلا تعر أذناً صاغية لكلام الناس ، وإذا اقتنعت ببطلان عمل فلا تهتم بما يدّعون من أ نّه صالح ، أو يجب الأخذ به ،
فهم لا ينطلقون دائماً من حجّة دامغة أو برهان ساطع أو دليل قاطع ، بل
كثيراً ما يطلقون الكلام على عواهنه ،
ولعلّك تتذكر قصّة (جحا والحمار) فلقد اعترض الناس على كلّ الحالات التي تعامل بها مع حماره .
فحينما سار هو وابنه خلف حمارهما انتقدهما الناس بأ نّهما لم يستفيدا من
واسطة النقل المتاحة ، وحينما ركبا عليه معاً ،
قالوا : إنّهما ظالمان قاسيان فقد أثقلا ظهر الحمار ،
وحينما ركب الأب وسار الابن خلف الحمار ، اتهموا الأب بالأنانية لأ نّه لم
يركب ولده ،
وحين ركب الولد وحده ، قالوا عنه أ نّه عاقّ لأبيه ،
وحين حملا الحمار على عاتقيهما سخر الناس من بلاهتهما !
ومن أبلغ ما يمكن أن تتذكره ، وأنت تشقّ طريقك بخطى واثقة في زحام كلام الناس ،
قول موسى (عليه السلام) لله تبارك وتعالى : «ربّ نجِّني من ألسنة الناس ! فجاءه النداء : يا موسى ! أنت تطلب منِّي شيئاً لم أصنعه لنفسي» !!
وحتى لايختلط الفهم ويُساء ، فليس كلّ كلام الناس مرفوضاً ، ففيه الصائب
وفيه الحقّ ، وفيه الخير ، وفيه الصالح ، وفيه النافع .
ولكنّنا نشير إلى كلام أولئك الذين يثبّطون العزائم ، ويسخرون من العاملين ،
ويضغطون عليك لتمارس عملاً منكراً لأ نّهم عملوه، أو تترك معروفاً لأ نّهم تركوه ..
أولئك يريدون أن يوقعوك في الحفرة التي وقعوا فيها .
فدقِّق النظر جيِّداً ،
فلقد قيل لحكيم : من أين تعلّمت الحكمة ؟
فقال : من العميان ، لأنني رأيتهم لا يقدّمون رجلاً ولا يؤخرون أخرى إلاّ بعد أن يتثبّتوا من مواضع أقدامهم !!
منقووووول