رد: امرأة إسمها زينب ..تابعونا
(3)
العيون الحالمة والقلوب الصغيرة فرّت خائفة. وكان "الرضيع" ما يزال غافياً مصبوغ النحر بلون الأرجوان.
عواء الذئاب يمزّق وداعة الرياحين. واستحالت الأشياء الخضراء إلى رماد تذروه الرياح.
كل شيء بات يهتزّ بشدّة.. الموجودات تتأرجح كما لو أن زلزالاً ضرب الأرض ، فبدت مجنونة ، وهي تمخر غبار الكون.
آن للقافلة أن تستأنف رحلتها ، وقد ظهرت امرأة ترتدي صبر الأنبياء.. عنفوان الرسالات.. وكان اسمها زينب.. آن للقافلة أن ترحل.
رفعت النوق أثقالها.. وانتشلت سفن الصحراء مراسيها..
وبَوصَلة التاريخ تشير إلى المدينة المشهورة بالغدر.
ومن بعيدٍ لاحت الكوفة.. ذليلةً خاويةً على عروشها.
قالت زينب وهي تستقي صبر الحسين :
ـ لن يموت مَن رأسُه فوق الرمح.. انظر ، إنه يرتّل سورة الكهف.
قال فتى عليل أفلَتَ من أنياب الذئاب :
ـ إنهم يقتلون الحرّية.. والانسان.
ـ الروح العظيمة لاتعرف الموت.. إنّهم يرفعونها عالياً فوق ذُرى الرماح.
وأردفت المرأة المتوشّحة بالصبر :
انظر يابن أخي ، سندخل الكوفة.
يا عمّتي ، إننا ندخلها أسرى.
بل فاتحين.. وسينجلي ذلك ولو بعد حين.
وهذه الحبال وقيود الحديد ؟
ستلتفّ حول أعناق الذين غدروا. إنّهم لا إيمان لهم. صبراً يا بقية جدّي وأبي وإخوتي ، فواللهِ إنّ هذا لَعهدٌ من الله إلى جدّك وأبيك ، ولقد أخذ الله ميثاق أُناسٍ لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض ، وهم معروفون في أهل السماوات.. أنّهم يجمعون هذه الجسوم المضرّجة فيوارونها ، ويَنصبون بذاك الطفّ علَماً لا يُدرس أثره.
:: يتبع ::وردة 30
__________________
كون حسين محبوبك ... أبشر طاحت أذنوبك لو غـطـاك الــــتراب ... يوكفلك بالحســاب وبيده يمضي مكتوبك
|