[فداء شسع نعل فاطمة]

كان هناك رجل عالم سأل ولده في يوم من الايام: مالذي تطمح ان تكون عليه؟ فأجاب الولد اني اطمح ان اكون مثلك، فنظر الاب الى ولده وقال له: إذاً لن تفلح، تعجب الابن من رد ابيه وسأله مندهشاً: ولماذا؟؟ فأجابه الاب: لاني كنت اطمح ان اكون كعلي ابن ابي طالب فوصلت لما انا عليه فأن كنت انت تطمح ان تكون مثلي فما الذي سوف تصل اليه؟؟؟

قصة صغيرة ولكنها تضم عبرة كبيرة فهذا الرجل العالم كان متخذاً من امير المؤمنين قدوةً له وكان يطمح ان يكون مثله بعبادته واخلاقه وعمل جاهداً على ذلك ولكنه لم يستطع ان يحقق مبتغاه، صحيح انه قد وصل الى درجة من العلم والفقه والاخلاق الطيبة التي تجعل من ولده ان ينظر إليه كمثلاً اعلى ويتخذ منه قدوة ولكن اين هو واين علي؟؟؟؟
وما الذي سيكون عليه الولد وهو يطمح بأن يكون كأباه الذي مايملكه من علم واخلاق لا يأتي قطرة في بحر من علم علي واخلاق علي

فلنأخذ عبرة من هذه القصة الصغيرة ونجعل انفسنا تطمح بالوصول الى اعلى المراتب من العلم والاخلاق والدين فالنفس مهما زودت بهذه الثلاث لا تصل الى حد الاشباع منها، لتكون اعمالنا التي نعملها وجهودنا التي نبذلها للوصول الى هدف كبير للوصول الى شي عظيم

نحن نطيع الله ونطبق اوامره ونبتعد عن نواهيه ونعمل الصالحات لنرضي الله ولننال جناته
لماذا لانطمح بأن نكون في الدرجات العليا من الجنان؟؟
لماذا لانطمح بأن نكون من من يباهي الله بهم ملائكته؟؟
لماذا لانطمح بأن نجاور النبي وآله الكرام؟؟

نحن نطمح ان نعطي الدين حقه من صلاة وصيام وزكاة وغيرها من الاعمال
لماذا لانطمح ان تكون صلاتنا بأحسن صورة؟؟
لماذا لانطمح بأن يكون صيامنا كما يريده الله؟؟
لماذا لانطمح بأن تكون اعمالنا بأحسن ماتكون عليه؟؟

فلنهذب انفسنا على ان تطمح بالمزيد من الدين والعلم والاخلاق ونجعلها متعطشة لهذه الثلاث ومتشوقة لان تتلقى في كل يوم معلومة جديدة عن الدين او تتلقى درساً جديداً بالاخلاق

وفقنا الله وإياكم لصالح اعماله وجعلنا من من يرضى عنهم ورزقنا جنات الخلد مع محمد وآل محمد

اللهم اعنا على تهذيب انفسنا لتكون طائعةً لك في السر والعلن ولتكون مؤديةً حقك ليس خوفاً من عذابك فحسب وانما شوقاً لان تكون من المقربين اليك