دعَاء الابتدَاء في قراءة القرآن
دعَاء الابتدَاء في قراءة القرآن
كان الامام أبو عبدالله الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام)
يدعو عند قراءة كتاب الله (1) :
«اللهم ربنا لك الحمد أَنت المتوحّد بالقدرة والسلطان المتين ،
ولك الحمد أَنت المتعالي بالعز والكبرياء ، وفوق السماوات والعرش العظيم (2) .
ربنا ولك الحمد أَنت المكتفي بعلمك والمحتاج إِليك كل ذي علم .
ربنا ولك الحمد يا منزل الايات والذكر الحكيم .
ربنا فلك الحمد بما علمتنا من الحِكمة والقرآن العظيم المبين .
اللهم أَنت علمتنا قبل رغبتنا في تعلمه واختصصتنا به قبل رغبتنا في نفعه .
اللهم فإِذا كان ذلك مَنّاً مِنك وفضلاً وجوداً ولطفاً بنا ورحمة لنا وامتناناً علينا
مِن غير حولنا ولا حيلتنا ولا قوتنا ، اللَّهم فحبِّب إِلينا تلاوته وحفظ آياته ،
وإ ماناً بمتشابهه ، وعملاً بمحكمه ، وسبّباً في تأْويله وهدى في تدبيره ، وبصيرة بنوره .
اللهم وكما أَنزلته شفاءً لاَولياءِك وشقاءً على أَعدائك ، وعمى على أَهل معصيتك ،
ونوراً لاَهل طاعتك اللهم فاجعله لنا حصناً من عذابك وحرزاً من غضبك
وحاجزاً عن معصيَتك وعصمة من سخطك ،
ودليلاً على طاعتك ونوراً يوم نلقاك نستضيءُ به في خلقك
ونجوز به على صراطك ونهتدي به إِلى جنتك .
اللهم إثنا نعوذ بك من الشقوة في حمله ، والعمى عن عمله ،
والجور عن حُكمِهِ ، والعلوّ عن قصده ، والتقصير دون حقه .
اللهم احمل عنا ثقله ، وأَوجب لنا أَجره وأَوزعنا شكره ، واجعلنا نراعيه ونحفظه .
اللهم اجعلنا نتَّبع حلاله ، ونجتنب حرامه. ونقيم حدوده ، ونؤدي فرائضه .
اللهم ارزقنا حلاوةً في تلاوته ، ونشاطاً في قيامه ، ووجَلاً في ترتيله ،
وقوة في استعماله في آناءِ الليل و ( أَطراف ) النهار .
اللهم واشفنا من النوم باليسير ، وأَيقظنا في ساعة الليل من رقاد الرَّاقدين ،
ونبهنا عند الاَحايين التي يُستجاب فيها الدعاء من سِنة الوسنانين .
اللهمَّ اجعل لقلوبنا ذكاءاً عند عجائبه التي لا تنقضي ، ولذاذة عند ترديده ،
وعبرة عند ترجيعه ، ونفعاً بيّناً عند استفهامه .
اللهم إِنا نعوذ بك من تخلُّفه في قلوبنا ، وتوسّده عند رقادنا ،
ونبذه وراءَ ظهورنا ، ونعوذ بك من قساوة قلوبنا لما به وعظتنا.
اللهم انفعنا بما صرّفت فيه من الايات ، وذكِّرنا بما ضربت لنا من المَثُلات ( الاَمثال ) ،
وكفِّر عنا بتأْويله السيِّئات ، وضاعف لنا به في الحسنات ،
وارفعنا به ثواباً في الدرجات ولقنَّا به البشرى بعد الممات .
اللهم اجعله لنا زاداً تقوّينا به في الموقف بين يديك ، وطريقاً واضحاً نسلك به إِليك ،
وعلماً نافعاً نشكر به نعماءَك ، وتخشعاً صادقاً نُسَبِّحُ به أَسماءَك ،
فإِنك اتخذت به علينا حجة قطعت به عذورنا ، واصطنعت به عندنا نعمة قَصُر عنها شكرنا .
اللهم اجعله لنا وليّاً يثبتنا من الزلل ، ودليلاً يهدينا لصالح العمل ،
وعوناً هادياً يقوّمنا من الميل ( وعونا يقوينا من الملل ) حتى يبلغ بنا أَفضل الاَمل .
اللهم اجعله لنا شافعاً يوم اللقاءِ ، وسلاحاً يوم الارتقاءِ ، وحجيجاً يوم القضاءِ
ونوراً يوم الظلماءِ ، يوم لا أَرض ولا سماءَ يوم يُجزي كل ساع بما سعى .
اللهم اجعله لنَا رِيّاً يوم الظماءِ ، وفوزاً يوم الجزاءِ من نار حامية
قليلة البقيا على مَن بها اصطلى ، وبحرّها تلظَّى .
اللهم اجعله لنا برهاناً على رؤوس الملا يوم يُجمع فيه أَهل الاَرض وأَهل السما.
اللهم ارزقنا منازل الشهداءِ. وعيش السعداءِ ، ومرافقة الاَنبياءِ ، إِنك سميع الدعاءِ » .
المصادر
(1) الكافي : ج2 / ص417.
(2) أي حال كونك مستولياً ومتسلطاً على السماوات والعرش.
|